كتب م /. رمضان بهيج
حوار يجسد الصراع بين الواجب (الالتزام والمسؤولية)
والرغبة (الراحة والميل الشخصي)،
صراع بين الواجب والرغبة
المشهد: ليلة متأخرة، إضاءة خافتة، كومة من المهام تنتظر الإنجاز.
الواجب
(بصوت صارم وحازم، لا يقبل الجدل)
“انْهَضْ! لا وقت للوهن الآن. هذه مسؤوليتك، وهذا حق الآخرين عليك. أنت مقيَّد بـالالتزام**، وكل دقيقة تمر هي دين في عنقك.انهص.. تنهض.. إن الإهمال في هذا الوقت هو خيانة للعهد. تذكر الهدف الأسمى؛ يجب أن تنجز هذه المهمة قبل طلوع الفجر. افعل ما عليك!”**
الرغبة
(بصوت ناعم ومغرٍ، يهمس بالاستسلام)
“يا لك من قاسٍ! انظر إلى تعبي، لقد عملتُ بما يكفي اليوم. دعني أركن إلى الراحة ولو لساعة واحدة. إن ما تطلبه مني فوق طاقتي. هذا الجهد المفرط يورث السأم ويقتل الإبداع. أغمض عينيك قليلًا، غدًا يوم آخر؛ أين العجلة؟ الوقت مازال طويلا اتَّبِعْ هواك، فالعمر لحظات!”
الواجب
(يشتد صوته غضبًا)
“ألا تدركين أن الإنجاز لا يأتي إلا بمقاومة هذا الصوت الخامل؟الكسول!! إن تسويفكِ هذا هو عدو التقدم. إذا استسلمتِ الآن لهذه الرغبة الكسولة، فستندمين غدًا عندما يضيع منكِ كل شيء ؛ كل شئ . الواجب لا يسأل عن الميول، الواجب يطلب النتيجة ويفرض الانضباط.”
الرغبة
(بنوع من التذمر)
“ولكن ما فائدة كل هذا الكدح إذا فُقدت متعة العيش؟ أنتَ تحوّل حياتي إلى آلة صماء لا تعرف سوى العدّ والعمل. ألا يحق لي أن أُدلِّل نفسي؟ ألا يستحق جسدي أن ينعم بالهدوء والسكون بعيدًا عن ثقل هذه المسؤوليات التي لا تنتهي؟” عملت كثيرا وتعبت أكثر والمسؤوليات أكثر واكثر !ت
الواجب
(بصوت أهدأ ولكنه أكثر إقناعًا)
“إن المتعة الحقيقية تكمن في الفخر بعد إتمام العمل. الراحة التي تأتي بعد أداء الواجب هي أهنأ وأبقى. أما الراحة قبل العمل، فهي كسل يتبعه ندم. قاومي الرغبة الآن، لتستمتعي بثمرة جهدك لاحقًا. هيا، لنبدأ معًا… ساعة أخرى من التركيز، ثم يكون لكِ ما تشائين من راحة مستحقة، ألا تعلمين أنّه أوفى بالوعود؟”
الرغبة
(تنهيدة طويلة، ثم قبول)
“حسناً… سأمنحك ساعة أخرى، لكن بشرط أن يكون الوفاء بالوعد بالراحة بعد الإنجاز.”
الواجب
بالمنطق والإقناع اقنع ا
لرغبة للحصول على مكافأة الراحة المستحقة.
