بقلم/ إيمان دويدار
يُعدّ العلم حجر الأساس في بناء الحضارات ونهضة المجتمعات، فهو النور الذي يبدّد ظلام الجهل، والطريق الذي تسلكه الأمم نحو التقدّم والرقي. ولم تعرف البشرية ازدهارًا حقيقيًا إلا حين جعلت من العلم وسيلة للفهم والتطوير، وأداة لإصلاح الواقع وبناء المستقبل.
يسهم العلم في تنمية العقول وصقل المهارات، مما ينعكس مباشرة على تطوّر المجتمع. فبالعلم تتحسن أساليب التفكير، ويتعلم الإنسان كيفية حل المشكلات واتخاذ القرارات السليمة. كما يؤدي إلى رفع مستوى الوعي، فيصبح الفرد أكثر إدراكًا لحقوقه وواجباته، وأكثر قدرة على المشاركة الإيجابية في مجتمعه.
ولا تقتصر أهمية العلم على الجانب الفكري فحسب، بل تمتد لتشمل مختلف مجالات الحياة. ففي المجال الاقتصادي، يسهم العلم في تطوير الصناعة والزراعة والتكنولوجيا، مما يزيد الإنتاج ويقلل البطالة ويرفع مستوى المعيشة. أما في المجال الصحي، فقد مكّن التقدم العلمي من اكتشاف الأدوية والعلاجات، والحد من انتشار الأمراض، مما ساهم في إطالة عمر الإنسان وتحسين جودة حياته.
كذلك يلعب العلم دورًا مهمًا في تعزيز القيم الإنسانية وبناء مجتمعات متماسكة. فالمجتمع المتعلم يكون أكثر تسامحًا وتعاونًا، وأقل عرضة للتعصب والتطرف. كما يساعد العلم على ترسيخ مبادئ العدالة والمساواة، إذ يفتح أبواب الفرص أمام الجميع دون تمييز.
وفي الختام، يمكن القول إن نهضة المجتمعات لا تتحقق إلا بالعلم، فهو الاستثمار الحقيقي الذي تجني ثماره الأجيال المتعاقبة. فكل أمة جعلت العلم أولوية في حياتها، ضمنت لنفسها مكانة متقدمة بين الأمم، وسارت بثبات نحو مستقبل أفضل.
