بقلم: إيمان دويدار
في زخم الحياة وتعقيداتها، تظل الأخلاق البوصلة التي تُرشدنا وسط متاهات الوجود. ليست مجرد قواعد أو قوانين نلتزم بها، بل هي رَوح الإنسان التي تتجلّى في أفعاله قبل كلماته، في ضميره قبل تصرفاته.
الأخلاق ليست موروثًا جامدًا، بل نبض حي يتجدد مع كل موقف، مع كل تحدٍ تواجهه النفس بين رغبتها وأصلحها. هي الجسر الخفي الذي يربط بين قلوب الناس، لغة صامتة يفهمها الكبير والصغير، تُشعرك بالأمان حين تراه في عيون من حولك.
حين نعيش بالأخلاق، نصبح أكثر إنسانية، نرتقي فوق الأنانية، ونفتح أبواب القلوب بلا تردد. هي ليست ضعفًا كما يظن البعض، بل قوة خفية، شجاعة في مواجهة الذات والآخر، وعطاء بلا انتظار مقابل.
في زمن تتداخل فيه المصالح وتتقاطع فيه الأهواء، تبقى الأخلاق نجمًا لا يخبو، نورًا ينير دروبنا حين نضل، وسدًا يحمي كرامتنا حين نتعرض للاهتزاز.
ولعل أجمل ما في الأخلاق أنها تُعطي الحياة معنى أعمق، تجعل من كل لقاء فرصة للخير، ومن كل كلمة بذرة سلام. فهي ليست مجرد سلوك، بل حياة تُعاش، وقصة تُروى، وحلم يتوق الجميع لتحقيقه.
في النهاية، الأخلاق هي الحكاية التي لا تنتهي، هي صوت القلب حين ينطق بصمت، هي الإنسان في أبهى صوره. بها نرتقي، وبها نستمر، وبها نُثبت أن في هذا العالم، رغم كل شيء، ما يستحق أن نُحب ونُؤمن.
