بقلم / أحمد حسنى القاضى الأنصارى
الثقة لا تُمنح للإعلام بسهولة، فهي تتطلب سنوات من العمل الجاد والمهنية العالية، والابتعاد عن أي محاولة لتضليل المشاهد أو القراء
المشاهد اليوم أصبح أكثر وعيًا وذكاءً، يستطيع التمييز بين ما هو صادق وما هو محتوى موجه أو مشوه
المصداقية ليست مجرد نقل المعلومات، بل تعني عرض الحقيقة كاملة بشفافية ووضوح، حتى لو كانت مؤلمة أو صعبة على المتلقي تقبلها
الإعلام الذي يلجأ للخداع أو المبالغة يخسر مصداقيته بسرعة، ويضعف تأثيره أمام جمهوره، بينما الإعلام الصادق يحافظ على مكانته ويبقى قويًا عبر الزمن
الثقة هي رأس المال الحقيقي للإعلام، وهي المورد الذي يبني التأثير ويجعل الرسالة تصل إلى القلوب والعقول بعمق وصدق
الإعلام بدون مصداقية يصبح مجرد صوت بلا وزن، ومنصة بلا احترام، ورسالة بلا صدى، فاقدًا قوته وقدرته على التأثير الفعلي
المصداقية تحمي الإعلامي من السقوط في فخ التزييف والكذب، وتجعل رسالته صادقة ومؤثرة على المدى الطويل
كل صحفي أو إعلامي يلتزم بالحقيقة، يكون قد وضع الأساس المتين لبناء ثقة دائمة مع جمهوره، وهي الثروة الحقيقية التي لا تقدر بثمن
المصداقية تتطلب الشجاعة لنقل الأخبار كما هي، دون خوف أو تحيز، حتى وإن كانت غير مريحة، لأن الحقيقة أولوية لا تنازل عنها
الجمهور اليوم يقدر الصدق أكثر من أي وقت مضى، ويكافئ الإعلام الذي يحافظ على النزاهة والشفافية بالمصداقية والاحترام المتبادل
الإعلام الذي يختار الطريق السهل بالخداع أو التجميل يخسر مصداقيته تدريجيًا، ولا يعود يستطيع استعادة ثقة المشاهد بسهولة
الشفافية والمصداقية تجعل كل كلمة تُنطق وكل مقال يُنشر يحمل وزنه الحقيقي، ويصبح صوت الإعلام ذا قيمة وتأثير طويل الأمد
الثقة والمصداقية ليسا خيارًا، بل هما واجب وضرورة لكل من يعمل في المجال الإعلامي، مهما كانت الصعوبات والتحديات
لذلك، يجب أن يكون الالتزام بالحقيقة هو المبدأ الأول والأساس في صناعة الإعلام، لأنه يضمن استمرارية العمل وتأثيره الإيجابي
المصداقية هي خط الدفاع الأول أمام محاولات التضليل والخداع، وهي الحصن الذي يحمي الرسالة الإعلامية ويضمن وصولها بسلامة وصدق
الإعلام الذي يتمسك بالمصداقية يبني إرثًا حقيقيًا، ويترك أثرًا دائمًا في عقول وقلوب الجمهور، ويصبح نموذجًا يُحتذى به في كل زمان ومكان.
