مازن السيد
في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتتشابك الاهتمامات، قد يبدو العثور على شخص يشاركك نفس الشغف مهمة صعبة. لكن المفارقة أن هذه اللحظة كثيرًا ما تأتي بلا موعد: في تعليقٍ عابر على مباراة كرة قدم، في نقاش حول لوحة فنية، أو حتى عبر مزاحٍ خفيف في محادثة عادية.
ذلك المشترك البسيط سواء كان حب كرة القدم أو ولعًا بالرسم
قد يتحوّل إلى جسرٍ غير متوقع نحو عالم آخر. عالم يخفّف من ثقل الأيام الطويلة، ويحوّل الروتين اليومي إلى مساحة نابضة بالحياة. فالاهتمام المشترك لا يقتصر على موضوع الحوار، بل يخلق حالة من الانسجام تُشعرك وكأنك تعيش “عالمًا موازيًا” أجمل من الواقع.
ويؤكد علماء الاجتماع أن العلاقات الإنسانية المبنية على الاهتمامات المشتركة أكثر قدرة على الاستمرار، لأنها توفر أرضية خصبة للتفاهم والدعم المتبادل. بعيدًا عن النظريات، يبقى الأثر الحقيقي ملموسًا في أبسط التفاصيل: في الضحكة المشتركة، في الفضول المتبادل، وفي شعورك أنك لست وحدك.
إن العثور على شخص يشاركك شغفك ليس مجرد صدفة عابرة، بل قد يكون نقطة تحول تمنح للأيام معنى أعمق، وتحوّل العلاقات من عادية إلى مُلهمة.
