كتبت// رانده حسن
في حياتنا اليومية، نتعامل مع أشخاص كثيرون أسرة، أصدقاء، زملاء عمل، وشركاء عاطفيين. ومع كثرة العلاقات، يظهر سؤال مهم:
كيف نحمي أنفسنا نفسيا دون أن نخسر الآخرين؟
الإجابة تكمن في الحدود النفسية.
أولًا: ما هي الحدود النفسية؟
الحدود النفسية هي الخطوط غير المرئية التي نضعها لنحدد:
ما الذي نقبله وما نرفضه
أين ينتهي دور الآخرين ويبدأ دورنا
كيف نتعامل، وكيف نعبر عن إحتياجاتنا ومشاعرنا
هي ليست جدران للعزلة، بل مساحات أمان تحمي كرامتنا وصحتنا النفسية.
ثانيًا: تعريف الحدود النفسية
يمكن تعريف الحدود النفسية بأنها:
قدرة الفرد على الفصل بين ذاته والآخرين بطريقة تحافظ على هويته، مشاعره، وحقوقه، مع إحترام حقوق الآخرين دون تعدي أو خضوع.
ثالثًا: أنواع الحدود النفسية
1. الحدود العاطفية
تتعلق بالمشاعر والإنفعالات، مثل:
عدم السماح للآخرين بالتقليل من مشاعرك
عدم تحمل مسؤولية مشاعر غيرك على حساب نفسك
2. الحدود الفكرية
مرتبطة بالأفكار والآراء والمعتقدات:
إحترام إختلاف الرأي
عدم السخرية من قناعاتك أو فرض أفكار عليهم.
3. الحدود الجسدية
تتعلق بالمساحة الشخصية والجسد:
من يلمسك؟ وكيف؟ ومتى؟
احترام الخصوصية الجسدية
4. الحدود الزمنية
مرتبطة بإدارة الوقت والطاقة:
عدم إستنزاف وقتك دون تقدير
قول “لا” عندما يتجاوز الطلب قدرتك
5. الحدود الرقمية
تخص التواصل عبر الهاتف ووسائل التواصل:
الرد في الوقت المناسب لك
عدم إلزامك بالتواجد الدائم أو التبرير
رابعًا: طرق بناء الحدود النفسية
1. الوعي بالذات
2. التعبير الواضح
3. الثبات دون عدوانية
4. تقبّل ردود فعل الآخرين
5. الممارسة والتدرّج
خامسًا: لماذا الحدود النفسية مهمة؟
تحميك من الإستنزاف العاطفي
تعزز احترامك لذاتك
تجعل علاقاتك أوضح وأصحّ
تقلل الشعور بالذنب والتوتر
الحدود لا تُبعد من يحبك حقًا، بل تُبعد من يستنزفك.
( الحدود النفسية )
ليست أنانية،
وليست قسوة،
وليست قلة ذوق.
هي شكل راقٍ من أشكال حب الذات،
وأحد أهم مفاتيح السلام الداخلي والعلاقات الصحية
