د/حمدان محمد
أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن خطة إعادة إعمار غزة التي تقودها مصر حصلت على تأييد إقليمي ودولي واسع، مشيرًا إلى أن القاهرة تعمل على ترتيب استضافة مؤتمر دولي لضمان تأمين التمويل اللازم لتنفيذ الخطة. يأتي ذلك في إطار الجهود المصرية المستمرة لدعم الشعب الفلسطيني وإعادة بناء ما دمرته الحرب الأخيرة في القطاع.
وأوضح الوزير أن مصر تسعى لتنظيم مؤتمر دولي في القاهرة بمشاركة الدول المانحة والمؤسسات المالية الدولية، بهدف جمع التمويلات اللازمة لإعادة إعمار غزة، بما يشمل إعادة بناء المنازل المدمرة، وإصلاح البنية التحتية، وتحسين الخدمات الأساسية في القطاع.
وأضاف عبد العاطي أن مصر تنسق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان نجاح هذا المؤتمر وتحقيق أكبر قدر من الدعم للشعب الفلسطيني، خاصة مع التدهور المستمر في الأوضاع الإنسانية داخل القطاع نتيجة الدمار الواسع وانهيار الخدمات الأساسية.
وفي خطوة قد تمثل تحولًا في المشهد السياسي، كشف وزير الخارجية المصري عن مقترح بأن يقوم مجلس الأمن الدولي بدراسة إمكانية تأسيس وجود دولي في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة والضفة الغربية، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الاستقرار وإيجاد آلية تساهم في حماية المدنيين الفلسطينيين.
ولم يوضح عبد العاطي طبيعة هذا الوجود الدولي، لكن مصادر دبلوماسية رجّحت أن يشمل بعثات مراقبة أو قوات حفظ سلام دولية، وذلك في حال توافق القوى الكبرى على تبني هذا المقترح.
وتأتي هذه التحركات المصرية في سياق دور القاهرة التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، حيث لعبت مصر دورًا رئيسيًا في جهود التهدئة ووقف إطلاق النار، كما تتصدر المبادرات الدبلوماسية لحشد الدعم الدولي لإعادة إعمار غزة، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال: هل سينجح المجتمع الدولي في تأمين التمويل اللازم لإعادة إعمار غزة؟ وهل سيحظى مقترح الوجود الدولي في فلسطين بقبول الأطراف المعنية؟ الأيام القادمة قد تحمل إجابات حاسمة.
