مليون طفل في غزة يكافحون من أجل البقاء وسط أزمة إنسانية خانقة

د/حمدان محمد
في مشهد مأساوي يتكرر يوميًا، يكافح أكثر من مليون طفل في قطاع غزة من أجل البقاء على قيد الحياة وسط ظروف إنسانية قاسية، في ظل استمرار الحصار ونقص الضروريات الأساسية، مما جعل الحياة اليومية لهؤلاء الأطفال كابوسًا مستمرًا.
حيث يعاني قطاع غزة من نقص حاد في المياه النظيفة، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 97% من المياه الجوفية في القطاع غير صالحة للاستهلاك البشري. ومع تضرر البنية التحتية بسبب العمليات العسكرية المتكررة، بات الأطفال وأسرهم يضطرون إلى شرب المياه الملوثة، مما يعرّضهم لخطر الأمراض القاتلة مثل الإسهال والتيفوئيد والكوليرا.
وإلى جانب ذلك، تواجه خدمات الصرف الصحي انهيارًا شبه كامل، حيث لم تعد محطات معالجة مياه الصرف تعمل بكامل طاقتها بسبب نقص الوقود والمواد التشغيلية، مما أدى إلى تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة في البحر والبيئة المحيطة، مفاقمًا أزمة الصحة العامة في القطاع.
ومع ندرة الغذاء وانعدام الأمن الغذائي، يعاني آلاف الأطفال في غزة من سوء التغذية الحاد، حيث يحرمون من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها نموهم الجسدي والعقلي. وتظهر الإحصائيات أن معدلات فقر الدم وسوء التغذية بين الأطفال قد ارتفعت بشكل خطير، وسط تقارير تؤكد تراجع الخدمات الصحية في القطاع بسبب قلة الإمدادات الطبية ونقص الطواقم الصحية المؤهلة.
ولا يقتصر التأثير الكارثي على الجانب الجسدي فقط، بل يتجاوز ذلك ليصل إلى الصحة النفسية، حيث يعاني العديد من الأطفال من اضطرابات نفسية حادة جراء الخوف المستمر من القصف وفقدان أفراد الأسرة وتدمير منازلهم. وتشير تقارير المنظمات الإنسانية إلى أن الآلاف من أطفال غزة بحاجة ماسة إلى دعم نفسي واجتماعي عاجل، لكن الموارد المتاحة لا تكفي لتلبية هذه الاحتياجات.
ووسط هذه الكارثة الإنسانية، تطلق المنظمات الدولية والحقوقية نداءات استغاثة لضرورة التحرك العاجل لإنقاذ أطفال غزة، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط لوقف الحصار وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة، بما في ذلك الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية.
وفي ظل استمرار الأوضاع المتدهورة، يبقى السؤال مفتوحًا: متى يتحرك العالم لإنقاذ مليون طفل في غزة قبل فوات الأوان؟