420
قلوب دافئة بالطيبة
دارين محمود
صديقتي الغالية ….
كيف حالك في موسكو فالبرودة عندك درجة التجمد …..!؟
ابتسمت وتأملتُ كلماتي بصمت .. في خلفية المشهد كانت الساحة الحمراء تتشح بالبياض،
فقلتُ لها: “إذًا، لا خوف على قلبٍ يملكُ مدفأةً من يقين.”
أجابتني بنبرةٍ تشبه تساقط الندى: “يا صديقتي، هنا في بلاد الثلج، تعلمنا أن المعاطف تحمي الجسد، لكن الأرواح لا تدفأ إلا بالكلمات الطيبة، وبالرسائل التي تقطع آلاف الأميال لتخبرنا أننا لسنا وحدنا.”
نظرتُ إلى فنجان قهوتي الذي يتصاعد منه البخار، وأدركتُ حينها أن المسافات مجرد أرقام، وأن برودة الجو ما هي إلا اختبارٌ لصلابة الحنين. فما دامت القلوبُ تنبضُ بالودّ، سيظل الجليدُ يذوب عند عتبات الروح، وستبقى الذكرياتُ شمساً لا تغيب، مهما اشتدت الريح، ومهما بلغت الحرارةُ تحت الصفر.. ألف درجة.
