رحيل الشيخ أبو إسحاق الحويني.. فقدت الأمة الإسلامية عالمًا جليلًا

د/حمدان محمد
في مشهد مهيب، ودّعت الأمة الإسلامية اليوم أحد كبار علمائها، الشيخ أبو إسحاق الحويني، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 68 عامًا بعد صراع مع المرض. وقد أعلن نجله، حاتم الحويني، نبأ الوفاة عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: “مات أبي وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
وقد وُلد الشيخ الحويني، واسمه الحقيقي حجازي محمد يوسف شريف، في 10 يونيو 1956 بقرية حوين في محافظة كفر الشيخ. نشأ في بيئة متواضعة، لكنه شغف بطلب العلم، فكرّس حياته لدراسة الحديث النبوي، متأثرًا بالعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، الذي كان له الأثر الأكبر في تكوينه العلمي.
ويُعد الشيخ الحويني من أبرز علماء الحديث في العالم الإسلامي، وقد أسهم بجهوده العلمية والدعوية في نشر علوم السنة النبوية. عُرف بأسلوبه المميز في الشرح والتفسير، حيث تميز بقدرة عالية على تبسيط المسائل الشرعية وإيصالها إلى جمهور المسلمين.
ففي السنوات الأخيرة، عانى الشيخ الحويني من مشكلات صحية متكررة استدعت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، إلا أن حالته الصحية تدهورت في الأيام الماضية، حتى أُعلن عن وفاته اليوم. وقد خيمت حالة من الحزن العميق بين طلابه ومحبيه الذين لطالما نهلوا من علمه واستفادوا من دروسه ومحاضراته.
ومن المقرر أن تُقام صلاة الجنازة على الفقيد في مسقط رأسه بقرية حوين، حيث يُنتظر حضور الآلاف من محبيه وأهل العلم والشخصيات الدينية البارزة لتوديعه إلى مثواه الأخير
ولم يكن الشيخ الحويني مجرد خطيب أو واعظ، بل كان موسوعة علمية متحركة، حيث ترك عشرات الكتب والمؤلفات التي باتت مرجعًا رئيسيًا لطالبي علوم الحديث. ومن أبرز كتبه:
1/إتحاف الناصحين بشرح رياض الصالحين
2/تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد
3/النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة
كما كان للشيخ دور بارز في نشر الدعوة من خلال دروسه التي كان يعقدها في المساجد، فضلًا عن محاضراته المسجلة التي انتشرت عبر وسائل الإعلام المختلفة، محققة تأثيرًا واسعًا في أوساط المسلمين.
وعقب إعلان نبأ الوفاة، انهالت التعازي من مختلف الدول الإسلامية، حيث نعاه علماء ومشايخ من مختلف المشارب الفكرية، مشيدين بعلمه الغزير وجهوده في خدمة السنة النبوية.
وقد نشر الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، تغريدة عبر حسابه الرسمي قال فيها: “رحم الله الشيخ أبو إسحاق الحويني، كان عالمًا متبحرًا في علم الحديث، فقدنا اليوم قامة علمية كبيرة”.
كما عبّر العديد من طلاب العلم والمحبين عن حزنهم العميق، سائلين الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويجزيه خير الجزاء على ما قدّم من علم نافع.
وبرحيل الشيخ الحويني، تفقد الأمة الإسلامية عالمًا كبيرًا كرّس حياته لخدمة السنة والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. وستظل مؤلفاته ودروسه العلمية حيّة في وجدان محبيه، شاهدةً على جهوده المباركة في نشر العلم الشرعي الصحيح.
فرحم الله الشيخ أبو إسحاق الحويني، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان.