الرضا والقناعة.. كنزٌ لا يفنى
د/حمدان محمد
في زمنٍ طغت فيه الماديات، وأصبح الناس يلهثون خلف المال، تُطل علينا نماذج نادرة تُجسد أروع صور الرضا والقناعة، لتكون لنا دروسًا حية في الإيمان واليقين. ومن بين تلك النماذج، امرأةٌ بسيطةٌ طيبةُ القلب، ظهرت في أحد برامج مبادرة “حياة كريمة”، حيث أُعطيت مبلغًا من المال، ثم اختُبرت بسحب هذا المال منها مرة أخرى، فكانت كلماتها وتصرفاتها مثالًا للرضا والتسليم بقضاء الله، مما جعلها محط إعجاب واحترام الجميع.
فالرضا لا يعني الاستسلام للفقر أو الكسل، بل هو حالة من السلام الداخلي، تجعل الإنسان يرى الخير في كل ما قسمه الله له، سواء كان كثيرًا أو قليلًا. هذه المرأة، رغم حاجتها، لم تتشبث بالمال وكأنه مصدر الأمان الوحيد، بل تعاملت معه وكأنه شيء عابر، لأنها تؤمن أن الرزق بيد الله، وليس بيد البشر.
فقد قال النبي ﷺ: “ليس الغنى عن كثرة العَرَض، ولكن الغنى غنى النفس” [متفق عليه].
القناعة هي أن يملأ الإيمان قلبك فلا تطمح إلا لما يرضي الله، وهي ما جعلت هذه المرأة تشعر بالاكتفاء، رغم أن ما أُعطيت لم يكن بالكثير. فرغم بساطتها، كانت أكثر غنىً من كثيرين يملكون الملايين لكنهم لا يشعرون بالسعادة.
لماذا نفتقد القناعة في حياتنا اليوم؟
لأننا أصبحنا نقارن أنفسنا بالآخرين، فنتطلع لما في أيديهم وننسى ما بين أيدينا.
لأن الإعلام والمجتمع يُروّجان لفكرة أن السعادة تُشترى بالمال، بينما الحقيقة أن المال قد يحقق الرفاهية لكنه لا يشتري الرضا.
لأننا نسينا أن القناعة لا تعني الفقر، بل تعني الرضا بما قسمه الله، والعمل بجد لتحسين الحال دون جزع أو طمع.
#درسٌ بليغ من امرأةٍ بسيطه #
حينما اختُبرت هذه المرأة في قناعتها، لم تتغير نظرتها للأمور، ولم تُظهر جشعًا أو تذمرًا، بل قابلت الأمر ببساطة وابتسامة تنم عن قلبٍ نقيٍّ مُطمئن. إنها رسالة لنا جميعًا: لا تجعل المال يحدد سعادتك، بل اجعل قلبك عامرًا بالإيمان، وستجد الغنى الحقيقي بين يديك.
فالقناعة ليست مجرد كلمة، بل أسلوب حياة، ومن امتلكها فقد امتلك راحة البال وسعادة الدارين.