سالي جابر
أخصائية نفسية
العيدية من العادات الجميلة التي تضفي بهجة خاصة على الأطفال خلال الأعياد، فهي تمنحهم شعورًا بالفرح والاستقلالية وتعزز لديهم مفهوم المكافأة والاحتفال. ولكن بعض الآباء قد يرون أن أخذ العيدية من الأطفال أو التصرف فيها دون استشارتهم أمر طبيعي، مما قد يؤثر على مشاعرهم بشكل سلبي.
الأثر النفسي لأخذ العيدية من الأطفال
قد لا يُسبب أخذ العيدية صدمة نفسية كبيرة، لكنه قد يترك أثرًا عاطفيًا غير مرغوب فيه، خاصة إذا شعر الطفل بالظلم أو عدم التقدير لرغباته. ومن بين الآثار المحتملة:
1- الشعور بالظلم وفقدان الثقة عندما يُؤخذ المال من الطفل دون تفسير، قد يشعر بعدم العدالة، خاصة إذا كان يعتقد أنه حق مكتسب له.
2- الإحباط وفقدان الحماس للعيد إذا تكرر هذا التصرف، فقد يفقد الطفل حماسه لاستقبال العيديات مستقبلاً، مما يقلل من فرحته بالمناسبة.
3- تكوين مفاهيم خاطئة عن المال يمكن أن يؤدي الأمر إلى بناء اعتقاد بأن المال لا قيمة له أو أنه لا يمتلك الحرية في التصرف فيما يخص ممتلكاته.
4- الخوف من التعبير عن الرغبات بعض الأطفال قد يشعرون بالخوف من التعبير عن رغبتهم في الاحتفاظ بعيديتهم، مما قد يؤثر على قدرتهم على الدفاع عن حقوقهم لاحقًا.
كيف يمكن التعامل مع العيدية بطريقة سليمة؟
بدلاً من أخذ العيدية من الطفل بطريقة مباشرة، يمكن اتباع أساليب تربوية تجعل الطفل يشعر بالمسؤولية تجاه المال دون أن يتعرض لمشاعر الإحباط أو الظلم:
1- التوضيح والمشاركة من الأفضل التحدث مع الطفل حول أهمية الادخار والاستخدام الذكي للمال، بدلًا من إجباره على التنازل عنه.
2- السماح له بالاحتفاظ بجزء منها يمكن الاتفاق معه على الاحتفاظ بجزء من العيدية، وإنفاق جزء آخر على شيء يحبه، مما يعلمه التوازن في الصرف.
3- تحفيزه على اتخاذ القرار بنفسه إعطاء الطفل حرية الاختيار مع التوجيه يجعله يشعر بالمسؤولية بدلاً من الشعور بالإجبار.
4- إظهار الاحترام لرغباته حتى لو كان القرار في مصلحة الطفل، فمن المهم الاستماع له وإبداء الاهتمام بمشاعره عند مناقشة موضوع العيدية.
التعامل مع العيدية بطريقة تراعي مشاعر الأطفال يعزز لديهم الثقة والاستقلالية، ويمنحهم درسًا قيمًا في إدارة المال. لذلك، من الأفضل التعامل بحكمة واحترام عند توجيه الطفل نحو الاستخدام الصحيح للعيدية، حتى تظل فرحة العيد كاملة دون أي مشاعر سلبية.
ليس للطفل دخل في رد العيدية لطفل آخر، وعلى هذا الأساس يجب احترام رأي الطفل ومسؤليته تجاه عيديته.
