د/حمدان محمد
شنت القوات الأمريكية، مساء أمس، أربع غارات جوية استهدفت منطقة العصايد في مديرية الصفراء بمحافظة صعدة شمال اليمن، وذلك وفقًا لمصادر محلية يمنية.
وبحسب التقارير الأولية، أسفر القصف عن سقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح، فيما لم تصدر حتى الآن إحصائية رسمية بشأن الأضرار والخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الهجوم.
ويأتي هذا الاستهداف ضمن سلسلة من الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على مواقع في اليمن، بزعم الرد على الهجمات التي تستهدف السفن في البحر الأحمر. وكانت محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، قد شهدت تصعيدًا مماثلًا في الأسابيع الماضية، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، معظمهم من المدنيين.
وفي هذا السياق ذاته، أدانت جهات محلية ودولية هذا العدوان، معتبرةً أنه يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في اليمن، التي تعاني من حرب مستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات.
وطالبت المنظمات الحقوقية بضرورة التدخل العاجل من المجتمع الدولي لوقف هذه الضربات، مشيرةً إلى أن استمرار التصعيد العسكري في اليمن سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة بالفعل في البلاد.
ومن جانبها، لم يصدر تعليق رسمي من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، إلا أن جماعة “أنصار الله” وصفت الهجوم بأنه “عدوان أمريكي سافر”، محملةً واشنطن مسؤولية التصعيد العسكري في المنطقة.
وتعاني محافظة صعدة من أوضاع إنسانية متدهورة نتيجة استمرار الحرب والحصار، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في المواد الغذائية والطبية، إلى جانب تدمير البنية التحتية جراء العمليات العسكرية المتكررة.
وفي ظل هذا التصعيد الجديد، تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة، وسط غياب أي مؤشرات لحل سياسي ينهي النزاع الدائر في اليمن.
