مقالات

الأصول والعادات والتقاليد… حين تسري في الدم

بقلم: أحمد حسني القاضي الأنصاري

ليست الأصول مجرد نسب يُروى، ولا العادات والتقاليد طقوسًا تُمارس، بل هي نبض حيّ في القلوب، وجذور ضاربة في الأعماق، تتشكل في النفس بالتربية، وتُثبتها المواقف، وتُغذيها المروءة والوفاء.

الإنسان الأصيل لا يتغير، وإن تغيّرت الأزمنة، ولا تذوب مبادئه، وإن تبدلت الأماكن. فالنُّبل، والكرم، والاحترام، والحياء، قيم راسخة تنتقل من جيل إلى جيل، ويشبُّ عليها المرء حتى تصبح جزءًا من كيانه.

فالأصالة لا تُقاس بالهيئة ولا بالكلام، بل تُعرف بالمواقف وقت الشدائد.

تجد صاحب الأصل الكريم يقف إلى جوار الغريب قبل القريب، لا يخون، ولا يخذل، ولا يتطاول على من يكبره سنًّا أو مقامًا، وإذا رأى باطلًا قال كلمة الحق، ولو عارضه الناس جميعًا.

وليست العادات والتقاليد قاصرة على المناسبات من أفراح وأتراح، بل هي حاضرة في التحية، وفي صلة الرحم، وفي احترام الصغير للكبير، وفي الكلمة الطيبة التي تنبع من قلب صادق.

ومن كان الأصل في دمه، لا يتبرأ منه، فالمعدن الأصيل لا يصدأ، ومن نشأ على القيم لا تغويه المظاهر، وإن ابتعد، فإنما يعود إلى أصله، لأنه يعرف قدر نفسه ومنبته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى