تقارير

سواحل سردينيا الإيطالية … جنة المتوسط المخفية

نجده محمد رضا

سردينيا ثاني أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط بعد صقلية، تُعد واحدة من أجمل الوجهات الساحلية في إيطاليا والعالم تشتهر الجزيرة بسواحلها البكر، ومياهها الفيروزية الصافية، وتضاريسها الطبيعية المتنوعة التي تجمع بين الجبال والتلال والشواطئ الرملية الذهبية.

سحر البحر والسماءعلى امتداد أكثر من 1800 كيلومتر من السواحل، تمتد شواطئ سردينيا كأنها لوحة مرسومة بريشة فنان. من “كوستا سميرالدا” الشهيرة شمالًا، والتي تجذب أثرياء العالم ومشاهير الفن، إلى الشواطئ الأقل شهرة جنوبًا مثل “كالا لونا” و”تيولادا”، تقدم سردينيا تجربة فريدة لمحبي الاستجمام والطبيعة.

تتميز المياه المحيطة بالجزيرة بدرجات مختلفة من اللون الأزرق، وتوفر بيئة مثالية لممارسة الغوص، وركوب الأمواج، والسباحة. وتُعد محمية “لاباريسي” البحرية واحدة من أهم الوجهات البيئية لعشاق الحياة البحرية.

التراث والثقافة في خدمة السياحة
رغم شهرتها بالشواطئ، تحتفظ سردينيا أيضًا بثقافة غنية وتاريخ طويل يمتد لآلاف السنين، إذ تنتشر في الجزيرة آثار حضارات قديمة، مثل الأبراج الحجرية (النوراغي)، والأسوار الحجرية الضخمة التي تعود لعصور ما قبل التاريخ.

وتحرص السلطات المحلية على الترويج لسياحة مستدامة تحترم الطبيعة والثقافة المحلية، حيث تنتشر القرى الصغيرة التي ما زالت تحافظ على الطابع الريفي، وتقدم للزوار تجربة أصيلة من المطبخ السرديني الغني، المشهور بأطباقه البحرية وجبنه المحلي “بيكورينو”.

تحديات بيئية وتطلعات مستقبلية
رغم كل الجمال، تواجه سواحل سردينيا تحديات بيئية نتيجة التغير المناخي وزيادة النشاط السياحي. ولهذا، تعمل منظمات بيئية محلية ودولية على برامج لحماية النظام البيئي البحري، والتقليل من النفايات البلاستيكية، وتنظيم عدد الزوار في المحميات الطبيعية.

سواحل سردينيا ليست مجرد مكان للاستجمام، بل هي كنز طبيعي وثقافي يعكس تناغم الإنسان مع البحر والتاريخ. وبين الطبيعة الخلابة والضيافة الإيطالية، يجد الزائر نفسه في رحلة لا تُنسى، وكأنها حلم وسط أمواج البحر الأبيض المتوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى