الزراعة على سطح القمر.. حلم يتحول إلى حقيقة

نجده محمد رضا
في إنجاز علمي غير مسبوق، نجح العلماء لأول مرة في إنبات نبات الرشاد البستاني في عينات من التربة القمرية التي جلبتها بعثات أبولو 11 و12 و17 هذه التجربة، التي أُجريت عام 2022 بجامعة فلوريدا، تشكل خطوة كبيرة نحو إمكانية الزراعة خارج كوكب الأرض، وهو ما قد يدعم خطط إنشاء مستعمرات بشرية على القمر مستقبلاً.
لكن النباتات التي نمت في التربة القمرية واجهت تحديات كبيرة مقارنة بتلك المزروعة في تربة الأرض. فقد أظهرت علامات الإجهاد البيئي، مثل بطء النمو، وصغر الحجم، ولون أغمق للأوراق، ويُعتقد أن السبب يعود إلى نقص المواد العضوية، وغياب المغذيات الأساسية، ووجود معادن غير مناسبة لنمو النبات.
وأظهرت التحاليل الجينية أن النباتات في التربة القمرية نشّطت جينات مرتبطة بالإجهاد، مثل تلك التي تستجيب للملوحة والمواد السامة، مما يدل على أن التربة القمرية ليست بيئة مثالية للزراعة دون تعديلات.
رغم ذلك، تعد هذه التجربة بداية واعدة، حيث يعمل العلماء الآن على تحسين التربة القمرية بإضافة المغذيات العضوية أو تعديل تركيبها لجعلها أكثر ملاءمة للنباتات. ومع استمرار هذه الأبحاث، قد يصبح حلم الزراعة على القمر واقعًا، مما سيمكن رواد الفضاء من إنتاج غذائهم بأنفسهم في المستقبل