روسيا ترفع طالبان من قائمة الإرهاب تمهيدًا لتوسيع نفوذها في أفغانستان

السيد عيد

في خطوة لافتة تمهد لتطبيع العلاقات مع حكومة طالبان في كابل، أعلنت روسيا اليوم الخميس رفع حركة طالبان من قائمتها للمنظمات الإرهابية، بعد أكثر من عقدين على تصنيفها كجماعة محظورة، في قرار يدخل حيز التنفيذ فوراً عقب مصادقة المحكمة العليا الروسية عليه.

ورحبت طالبان بالخطوة، واعتبر وزير خارجيتها، أمير خان متقي، القرار “تطوراً مهماً” في مسار العلاقات بين حكومته وموسكو، وفقاً لبيان رسمي صدر عن مكتبه.

وتأتي هذه الخطوة في سياق مساعي روسيا لتعزيز حضورها الإقليمي في أفغانستان، بعد الانسحاب الأميركي والفوضى التي أعقبت سيطرة طالبان على الحكم في أغسطس 2021. ورغم أن أي دولة لم تعترف رسمياً بعد بحكومة طالبان، فإن الكرملين يسير بخطى ثابتة نحو بناء علاقات عملية مع الحركة، التي وصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي بأنها أصبحت “شريكاً في مكافحة الإرهاب”.

وترى موسكو أن التعاون مع طالبان ضرورة أمنية، خاصة في ظل تصاعد التهديدات من جماعات متطرفة متمركزة في أفغانستان والمنطقة، أبرزها تنظيم “داعش – ولاية خراسان”، الذي تبنى هجوم مارس 2024 على قاعة موسيقية قرب موسكو وأسفر عن مقتل 145 شخصاً.

من جهة أخرى، أبدت روسيا اهتماماً بتوسيع التعاون الاقتصادي مع أفغانستان، نظراً لموقعها الاستراتيجي المهم، الذي كان يوماً ممراً رئيسياً لطريق الحرير، ولتقاطع حدودها مع الصين وإيران وجنوب آسيا.

في المقابل، تواصل حركة طالبان محاولاتها لكسب اعتراف دولي، لكن تلك المساعي ما تزال تصطدم بانتقادات حادة بسبب سياساتها تجاه المرأة، والتي تشمل منع الفتيات من التعليم الثانوي والجامعي، وفرض قيود صارمة على حركتهن. وتصر الحركة على أن سياساتها تتماشى مع تفسيرها الخاص للشريعة الإسلامية.