ذكرى تحرير سيناء ملحمة استرداد الأرض والكرامة

د/ حمدان محمد
تحتفل مصر في الخامس والعشرين من أبريل من كل عام بذكرى تحرير سيناء ذلك اليوم المجيد الذي سطرت فيه الدولة المصرية واحدة من أعظم صفحات النضال الوطني في التاريخ الحديث ففي مثل هذا اليوم من عام 1982 تم رفع علم مصر على أرض سيناء بعد استكمال انسحاب آخر جندي من قوات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة رفح المصرية تنفيذًا لاتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين برعاية دولية وجاء تحرير سيناء ثمرة لتضحيات عظيمة قدمها أبناء القوات المسلحة في معارك الاستنزاف ونصر أكتوبر المجيد عام 1973 والذي مهد الطريق أمام استعادة الأرض عبر المسار الدبلوماسي والمفاوضات السياسية التي انتهت بعودة سيناء كاملة إلى السيادة المصرية باستثناء طابا وقد خاضت مصر معركة دبلوماسية وقانونية لاسترداد طابا انتهت بصدور حكم هيئة التحكيم الدولية في 29 سبتمبر 1988 بأحقية مصر في السيادة الكاملة على طابا وتم رفع العلم المصري عليها رسميًا في 19 مارس 1989 لتكتمل بذلك عملية تحرير كل شبر من أرض سيناء وتعد سيناء أرضًا مباركة ورد ذكرها في القرآن الكريم في قول الله تعالى على لسان سيدنا موسى عليه السلام
(فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)
سورة القصص الآية 30
كما أقسم الله بها في قوله تعالى
(وَطُورِ سِينِينَ)
سورة التين الآية 2
وقد مر بها أنبياء الله وفيها تلقى سيدنا موسى عليه السلام الوحي مما يجعل لها مكانة روحية وتاريخية عظيمة في قلوب المصريين فسيناء تمثل بوابة مصر الشرقية وسدها المنيع ضد أي عدوان وهي أرض البدايات والتجليات ومعبر الأنبياء وساحة الأبطال والشهداء ويأتي الاحتفال بتحرير سيناء تأكيدًا على عظمة الشعب المصري وقدرته على استعادة حقوقه مهما طال الزمن كما أنه يحمل رسالة تقدير وإجلال لأرواح الشهداء الذين ضحوا من أجل أن تظل راية الوطن خفاقة
نسأل الله أن يحفظ بلادنا مصر وشعبها من كل سوء ومكروه