الصحة والجمال

ثمار التوت وفوائدها المتعددة للدماغ

د/ حسين السيد عطيه 

تعد فاكهة التوت فاكهة موسمية ومعروفة وشعبية في مصر والبلاد العربية وتظهر مع بدايات فصل الربيع، والتوت عائلة نباتية تحوي العديد من الأجناس والأصناف ومنها الفراولة والتوت البري بأصنافه وألوانه المختلفة، والتوت بأنواعه المختلفة له فوائد عديدة، بما في ذلك الحماية من السرطان، وخفض الضغط وسكر الدم إلى جانب تحسين الصحة العقلية؛ إذ ثبت أن تناول التوت الأزرق، والأسود، والفراولة، وغيرها من ثمار التوت، لها آثار مفيدة ومباشرة على وظائف الدماغ.

فوائد التوت للذاكرة ووظائف الدماغ

هناك أدلة علمية قوية تظهر فوائد التوت المؤكدة كغذاء للعقل والذاكرة؛ مما قد يساهم في منع فقدان الذاكرة، وغيرها من التغيرات الإدراكية الأخرى المرتبطة بالتقدم في العمر مثل الزهايمر، والخرف.

وتعود فوائد التوت بأنواعه المختلفة على الذاكرة ووظائف الدماغ لاحتوائه على مستويات عالية من مضادات الأكسدة من نوع الفلافونويد مثل الأنثوسيانين وهي الصبغة المسؤولة عن ألوانه الزاهية.

كما تحمي مركبات الأنثوسيانين خلايا الدماغ من التلف بواسطة الجذور الحرة الضارة، والتي يطلقها الجسم من خلال عملية الأكسدة، ومن المعروف أيضاً أن مركبات الأنثوسيانين يمكن أن تعبر الحاجز الدموي الدماغي لتصل إلى مراكز التعلم والذاكرة في الدماغ؛ مما يجعل التوت غذاءً جيداً للعقل حيث أن المركبات المضادة للأكسدة الموجودة في التوت، تقوي الدماغ وتنشط الذاكرة.

وقد أظهرت بعض الدراسات على الحيوانات أن تناول التوت، له تأثير إيجابي على مسارات الإشارات العصبية التي تشارك في التهاب، وموت الخلايا في الدماغ.

كما أظهرت بعض الدراسات على البشر، أن مكملات التوت الغذائية تقلل من الالتهاب في الجسم، كما أظهر التوت قدرة على تحسين وظائف الدماغ في كبار السن الذين يعانون من ضعف عقلي خفيف.

وفي دراسة أخرى، وجد أن النساء فوق سن 70 عاماً، اللاتي تناولن حصتين من الفراولة أو حصة واحدة من التوت الأزرق أسبوعياً، عانين من تدهور عقلي أقل بحوالي عامين ونصف، مقارنة بأقرانهن اللاتي لم يتناولن هذا القدر من الفاكهة.

فوائد التوت لمرض الباركنسون

قد يمنع التوت الاصابة بمرض الباركنسون بسبب محتواه المرتفع من مضادات الأكسدة حيث وجد أن ثمار التوت تغير من طريقة تواصل الخلايا العصبية في الدماغ؛ مما يمنع حدوث الالتهاب الذي يساهم في تلف الخلايا العصبية؛ فيحسن من الإدراك، والتحكم الحركي.

كما وجد في دراسة اخري أن الأشخاص الذين يتناولون وجبتين على الأقل من التوت في الأسبوع، لديهم فرصة أقل بنسبة 23٪ للإصابة بمرض الباركنسون مقارنة بأقرانهم، كما أظهرت نفس الدراسة أن الرجال الذين يتناولون كميات كبيرة من مركبات الفلافونويد، والتي توجد بكثرة في التوت، قلت مخاطر إصابتهم بمرض الباركنسون بنسبة 40٪.

ويراعى عدم الإسراف في تناول كمية كبيرة من ثمار التوت حيث أن بعض الأشخاص قد يكون لديهم حساسية من التوت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى