تاريخ طعام التوفو الياباني

د/حسين السيد عطيه
هناك العديد من النظريات حول كيفية وصول التوفو إلى اليابان. ولكن التفسير الأكثر شيوعًا هو أن الرهبان والعلماء الذين سافروا إلى الصين كمبعوثين خلال فترة عصر نارا (710-794) وفترة عصر هييآن (794-1185) هم من أحضروه معهم.
ومقطع كانجي التوفو (豆腐) يُكتب بأحرف تعني ”حبوب“ و ”فاسدة“، الأمر الذي يشير إلى تسمية خاطئة في اللغة اليابانية. ولكن في اللغة الصينية، يتم استخدام المقطع الثاني أيضًا لوصف الأشياء اللينة والشبيهة بالهلام، لذا فإن الاسم يعني في الواقع ”الحبوب الطرية“ بدلاً من الفاسدة أو المخمرة.
في فترة عصر كاماكورا (1185–1333)، بدأ الرهبان البوذيون الذين كانوا نباتيين بسبب اتباعهم لعقيدة عدم قتل الحيوانات باستخدام التوفو كمكمل بروتيني. واعتبارًا من بداية عصر إيدو (1603–1868)، كانت الطبقات العامة لا تزال تعتبر التوفو من الكماليات، ولم يتم استهلاكه على نطاق واسع حتى منتصف هذه الفترة. ووفقًا لجمعية التوفو اليابانية، فقد ساعد على انتشاره إصدار كتاب (توفو هياكوتشين) في عام 1782، وهو أحد كتب الوصفات الأكثر مبيعًا، وفيه يتم وصف 100 نوع مختلف من أطباق التوفو الجاهزة، بالإضافة إلى تناول غير المطبوخ منها، باستخدام أساليب مختلفة كالطبخ على نار هادئة، البخار، الغليان، الشوي، القلي، والقلي السريع. وسرعان ما تم إصدار كتاب لاحق له، وقدم الكتابان معًا للطهاة وربات البيوت مجموعة مختارة مكونة من 240 طبق توفو للاختيار من بينها، مما أدى إلى ترسيخ طعام التوفو في ثقافة الطهي اليابانية.
وكان أمر تناول اللحوم في اليابان أمر غير شائع نسبيًا قبل عصر ميجي (1868–1912)، لذلك اكتسب التوفو شعبية كبيرة بين الجماهير كمصدر غني بالبروتين. ولقد قام عالم النبات النمساوي فريدريش هابرلاند في المعرض العالمي بفيينا الذي أقيم في عام 1873 بتحليل عينات من فول الصويا كانت قادمة من اليابان والصين. وشجعته النتائج على تسمية التوفو ”اللحم النباتي“.