دواء الميتفورمين لعلاج السكري يُظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستاتا

د. إيمان بشير ابوكبدة
لا يزال سرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال حول العالم. ويسعى الباحثون دائمًا لإيجاد طرق جديدة لعلاج هذا المرض، لا سيما الخيارات الآمنة والمتاحة والفعالة. ومؤخرًا، لفت دواء ميتفورمين، وهو دواء لعلاج السكري، انتباه أطباء الأورام كحليف محتمل في مكافحة سرطان البروستاتا.
لماذا الميتفورمين؟
الميتفورمين دواء معروف ورخيص الثمن يُستخدم للتحكم في سكر الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني. على مر السنين، لاحظ العلماء أن الأشخاص الذين يتناولون الميتفورمين يميلون إلى انخفاض معدلات الإصابة ببعض أنواع السرطان، مما أثار فضولًا حول آثاره المحتملة المضادة للسرطان. أما بالنسبة لسرطان البروستاتا، فقد كانت النتائج متباينة، إذ أشارت بعض الدراسات إلى وجود فائدة، بينما لم تجد دراسات أخرى أي ارتباط قوي.
رؤى جديدة من أحدث الأبحاث
بدأت أحدث الدراسات تكشف عن الفئات التي قد تستفيد فعليًا من الميتفورمين. ووفقًا لبحث أجرته جامعة كولومبيا، قد يساعد الميتفورمين في إبطاء أو حتى منع تطور سرطان البروستاتا، ولكن فقط في الأورام التي تحتوي على مستويات منخفضة من بروتين محدد يُسمى NKX3.1. الأورام التي تحتوي على مستويات منخفضة من NKX3.1 تكون أكثر عرضة للتطور بشكل عدواني، لذا تُعد هذه الفئة من الأورام من المهم استهدافها.
يبدو أن الميتفورمين يعمل عن طريق استعادة قدرة الميتوكوندريا على مكافحة السرطان – وهي هياكل دقيقة داخل الخلايا تُنتج الطاقة – والتي غالبًا ما تُفقد في هذه الأورام منخفضة NKX3.1. في التجارب المعملية، منع الميتفورمين تطور سرطان البروستاتا لدى الفئران،
وفي الدراسات البشرية، كانت معدلات بقاء المرضى المصابين بأورام منخفضة NKX3.1 والذين تناولوا الميتفورمين أفضل من غيرهم.
مع أن الميتفورمين ليس دواءً سحريًا، إلا أنه خيار واعد، خاصةً لأنواع معينة من سرطان البروستاتا. فسلامته، وانخفاض تكلفته، وقدرته على تخفيف بعض الآثار الجانبية للعلاج تجعله دواءً جديرًا بالمتابعة. وستساعد التجارب السريرية الجارية والمستقبلية في تحديد المرضى الذين سيستفيدون أكثر من هذا النهج.
أُجري هذا البحث بقيادة الدكتور مارك شتاين، في المركز الطبي إيرفينغ بجامعة كولومبيا، ونُشر في مجلات رائدة في مجال الأورام. وأُنجز هذا العمل بدعم من فرق البحث في جامعة كولومبيا وخبرات طبية طويلة الأمد
الآثار الجانبية والتأثير الأوسع
من أفضل مزايا الميتفورمين هو مستوى سلامته. فقد استخدم لعقود لدى مرضى السكري، وهو جيد التحمل عمومًا. كما أظهرت التجارب السريرية واسعة النطاق الحديثة، مثل STAMPEDE، أن الميتفورمين يمكن أن يُساعد في تقليل بعض الآثار الجانبية غير المرغوب فيها للعلاج الهرموني القياسي المُستخدم في سرطان البروستاتا المتقدم، مثل زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين.
حتى الآن، مع أن المرضى الذين يتناولون الميتفورمين قد يعيشون لفترة أطول أو يعانون من آثار جانبية أقل، إلا أن هذه الاختلافات لم تكن كبيرة بما يكفي في التجارب السريرية لتُعتبر ذات دلالة إحصائية. هذا يعني أن الباحثين ما زالوا يعملون على تحديد من سيستفيد حقًا من إضافة الميتفورمين إلى خطة علاج سرطان البروستاتا.