” حوار مع مدير عام إدارة البساتين : مواجهة الفساد منهج لا شعار”

بقلم : عادل النمر
في لقاء خاص مع الأستاذ محمد مصطفى، مدير عام إدارة البساتين التعليمية، كشف عن تجربة إدارية ناجحة باتت محل تقدير واسع في الوسط التربوي، لما تتسم به من حزم وشفافية، وسعي حقيقي نحو تطوير شامل داخل المنظومة التعليمية.
أكد مصطفى أن الانضباط والالتزام بالقانون يمثلان حجر الزاوية في أي عملية تطوير، موضحًا أن العمل الإداري لا يستقيم دون عدالة حقيقية، ومساواة في الفرص، واحترام للمال العام. وقال: “منذ اليوم الأول لي في الإدارة، وضعت نصب عيني بناء منظومة تعليمية قائمة على النزاهة، تُعلي من قيمة العمل والكفاءة، وترفض المجاملة أو التمييز”.
شهدت الإدارة، في عهده، سلسلة من الإصلاحات الجوهرية، تمثلت في تفعيل لجان المتابعة والتقييم، وتنظيم زيارات ميدانية مفاجئة للمدارس، ساعدت في الوقوف المباشر على التحديات، والتفاعل السريع مع شكاوى أولياء الأمور والمعلمين.
ولم يكن هذا النجاح ليتحقق دون جهود الأستاذ عماد عاصم، وكيل الإدارة التعليمية، الذي يُعد الذراع اليمنى لمدير الإدارة، والرجل الثاني في القيادة التنفيذية. يتميز عماد عاصم بكفاءة عالية، وخبرة ميدانية كبيرة، ويقوم بمهام متعددة تشمل المتابعة اليومية للعمل المدرسي، والإشراف على الإدارات الفرعية، وضبط سير العمل الإداري، بالإضافة إلى تنسيق الجهود بين مختلف الأقسام الفنية والإدارية. كما يحرص على تنفيذ القرارات الوزارية بحزم، وتقديم الدعم اللازم للمدير العام في جميع الملفات التنفيذية.
وشدد مصطفى على رفضه القاطع لتحصيل أية مبالغ مالية أو تبرعات من أولياء الأمور، مؤكدًا أن التعليم خدمة مجانية كفلها الدستور، وأنه أصدر تعليمات مشددة لجميع المدارس بعدم قبول أموال تحت أي مسمى، مع اتخاذ إجراءات قانونية صارمة تجاه أي مخالفة.
وأوضح أن أسلوب الإدارة لا يعتمد فقط على العقاب، بل يشمل التحفيز والدعم الإيجابي. وقال: “نحن نؤمن أن العدالة لا تعني القسوة، بل تتجلى في تمكين الكفاءات وتقدير المجتهدين، وهو ما أثمر بيئة عمل صحية داخل المدارس”.
ما لمسته خلال اللقاء هو إيمان حقيقي لدى مدير الإدارة بأن محاربة الفساد ليست مجرد شعارات، بل ممارسة يومية تبدأ من رأس المؤسسة، وتنعكس على كل مفاصلها.
وفي ختام اللقاء، أكد مصطفى أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من التطوير الإداري والرقمي، مع التركيز على تدريب وتأهيل الكوادر التعليمية بما يتماشى مع رؤية الدولة في تطوير التعليم.
إدارة البساتين التعليمية اليوم تُجسد نموذجًا يمكن الاحتذاء به، وتؤكد أن القيادة الواعية قادرة على إحداث فرق حقيقي حين تقترن بالإخلاص والعمل الجاد.