خراب الداخل… صرخة أنثى تبحث عن الخلاص

كتبت/ خديجة ربيع
أخذت الأيام نصيبها مني، نهشت قلبي دون رحمة، وتركتني بلا شيء. قضيت ليالي طويلة في صراع داخلي مرير، حتى خرجت من إحداها بلا قلب، بلا شعور، بلا سند. لم أبكِ، لكن دموعًا حارة تساقطت فوق دماء قلبي المجروح، نتيجة نصيب لم أرده، وتفكيرٍ أنهكني، ووجعٍ يشي بأن ما بداخلي ليس قلبًا بل وطنٌ مُحتل، تسوده الكآبة والخراب.
فقدت أشياء كثيرة، حتى لم أعد أعرف ما فقدت. شعرت وكأنني خرجت من حرب، وليس هناك أشد من صراع النفس حين يعصف بها الألم. الوحدة تسكنني، والخذلان يلاحقني، والعالم يبدو قاسيًا حد التوحش. أهرب منه ولا أجد مأوى، أصرخ ولا مجيب، أبحث عن طمأنينة فلا أجد غير السراب.
جسدي وروحي يتألمان معًا، والأفكار مبعثرة لا أستطيع لملمتها، وكأن الألم صار هو الواقع الوحيد. هجَرني من أحب، ومن ظننتهم سندًا، وبات غيابهم كسكين يخترق قلبي دون رحمة، أحاول التجلد، ولكن حتى الصبر بات ثقيلًا على نفسي.
أعيش كمن يسير في صحراء بلا نهاية، يبحث عن قطرة ماء، فلا يجد سوى وهم السراب، وإذا اقتربتُ ممن أحببت، أُحرِق، وإن ابتعدتُ، أتحطم شوقًا. وجهي يحمل وجوم السنين، وقلبي يئن من ثقل الخيبات.
لا فرق بين ظلمة الليل وظلمة الفؤاد، وكل ما بداخلي هشّ كزجاجٍ مكسور، يؤذي من يقترب منه، ويصعب ترميمه.
فمتى يكون الخلاص؟
إذا كان الماضي قد أوجعني، فماذا عن الآتي؟
تساؤل يظل عالقًا في صدري، تهمس به تنهيدة قلبٍ لم يجد مأمنًا بعد.