الصحة والجمال

ما هو النوم الانتقامي؟

كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة 

النوم الانتقامي هو ظاهرة نفسية تتضمن تأخير وقت النوم بشكل متعمد، بالرغم من الشعور بالتعب والحاجة إلى النوم، وذلك للحصول على وقت شخصي أو للقيام بأنشطة ترفيهية لم يتمكن الشخص من ممارستها خلال اليوم بسبب ضغوط العمل أو المهام اليومية الأخرى.

يعتبر هذا السلوك نوعًا من “الانتقام” من الجدول الزمني المزدحم أو المهام التي تستهلك كل وقت الشخص وطاقته خلال النهار، مما يجعله يشعر بفقدان السيطرة على حياته. لذا، يلجأ إلى السهر ليلاً كوسيلة لاستعادة بعض من هذا التحكم والحرية في وقته الشخصي.

أسباب النوم الانتقامي

ضغوط الحياة اليومية ونقص وقت الفراغ: عندما يكون جدول الشخص اليومي مليئًا بالعمل، الدراسة، أو المسؤوليات الأخرى، ولا يجد وقتًا لنفسه أو للترفيه، فقد يلجأ إلى تأجيل النوم لتعويض هذا النقص.

الشعور بفقدان السيطرة: يعاني بعض الأشخاص من شعور بعدم السيطرة على حياتهم خلال النهار، مما يدفعهم إلى استغلال ساعات الليل المتأخرة للشعور ببعض الحرية والتحكم في وقتهم.

الرغبة في الاسترخاء والترفيه: بعد يوم طويل ومرهق، يرغب الشخص في الاسترخاء والقيام بأنشطة ممتعة مثل تصفح الإنترنت، مشاهدة التلفاز، القراءة، أو ممارسة الهوايات، حتى لو كان ذلك على حساب النوم.

الإفراط في استخدام الشاشات: يؤدي الاستخدام المطول للأجهزة الذكية قبل النوم إلى تثبيط إفراز هرمون الميلاتونين (هرمون النوم) بسبب الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، مما يؤثر على جودة النوم ويزيد من تأجيله.

عواقب النوم الانتقامي

على الرغم من أن النوم الانتقامي قد يمنح شعورًا مؤقتًا بالراحة أو السيطرة، إلا أنه يؤدي إلى العديد من العواقب السلبية على الصحة الجسدية والنفسية، منها:

الحرمان من النوم: وهو ما يؤثر على التركيز، الإنتاجية، والمزاج خلال اليوم التالي.

اضطراب الساعة البيولوجية: يعطل النوم الانتقامي النظام الطبيعي للنوم والاستيقاظ (الإيقاع اليومي)، مما قد يؤدي إلى الأرق المزمن.

مشاكل صحية: يزيد الحرمان من النوم على المدى الطويل من خطر الإصابة بأمراض القلب، السكري، السمنة، ضعف الجهاز المناعي، ومشكلات هرمونية.

مشاكل نفسية: يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق.

توصيات الخبراء

يوصي أخصائيو النوم لدينا بالاستراتيجيات المستندة إلى الأدلة التالية:

ضع حدودًا ثابتة للنوم: أنشئ روتينًا غير قابل للتفاوض لوقت النوم.

جدولة وقت شخصي: قم بحجز وقت فراغك عمدًا خلال يومك.

إنشاء حدود بين العمل والحياة: تحديد متى ينتهي العمل ويبدأ الوقت الشخصي.

مارس عادات نوم جيدة: أبقِ الأجهزة الإلكترونية خارج غرفة النوم.

الحد من المحتوى المحفز: تجنب الوسائط المحفزة للغاية قبل النوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى