الصحة والجمال

عادات تؤدي إلى شيخوخة أمعائك: حافظ على شباب جهازك الهضمي

كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة 

تعتبر الأمعاء محورًا أساسيًا للصحة العامة، فهي لا تقتصر وظيفتها على هضم الطعام وامتصاص المغذيات فحسب، بل تلعب دورًا حيويًا في المناعة، وإنتاج بعض الفيتامينات، وحتى الحالة المزاجية. مع التقدم في العمر، تتأثر جميع أعضاء الجسم، بما في ذلك الأمعاء، ولكن بعض العادات اليومية قد تسرّع من وتيرة “شيخوخة الأمعاء”، مما يؤدي إلى مشاكل هضمية مزمنة ويؤثر سلبًا على جودة الحياة.

فما هي هذه العادات التي قد تضر بصحة جهازك الهضمي وتسرع من شيخوخته؟

النظام الغذائي غير الصحي

الاعتماد على الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة: هذه الأطعمة غالبًا ما تكون غنية بالدهون المشبعة، والسكريات المضافة، والمواد الحافظة، وقليلة الألياف. هذه المكونات تخل بالتوازن البكتيري في الأمعاء (الميكروبيوم)، مما يؤدي إلى نمو البكتيريا الضارة على حساب النافعة، ويزيد من الالتهاب.

 نقص الألياف الغذائية: الألياف ضرورية لتغذية البكتيريا النافعة في الأمعاء وتحسين حركة الأمعاء. يؤدي نقصها إلى الإمساك، وتراكم السموم، وتغيرات في الميكروبيوم.

الاستهلاك المفرط للسكر والمحليات الصناعية: السكر يغذي البكتيريا الضارة ويؤدي إلى اختلال في الميكروبيوم. المحليات الصناعية، على الرغم من أنها خالية من السعرات الحرارية، إلا أنها قد تؤثر سلبًا على تنوع البكتيريا المعوية.

نقص البروبيوتيك والبريبايوتيك: البروبيوتيك هي البكتيريا النافعة الموجودة في الأطعمة المخمرة (مثل الزبادي والكفير)، والبروبيوتيك هي الألياف التي تغذي هذه البكتيريا. نقص تناولها يضعف الميكروبيوم.

قلة النشاط البدني

الخمول البدني يؤثر سلبًا على حركة الأمعاء، مما قد يؤدي إلى الإمساك وبطء عملية الهضم. النشاط البدني المنتظم يساعد على تحفيز حركة الأمعاء وتحسين الدورة الدموية للجهاز الهضمي، مما يدعم صحة الأمعاء.

الإجهاد المزمن (الضغط النفسي)

يعرف الجهاز الهضمي بـ “الدماغ الثاني” نظرًا لارتباطه الوثيق بالجهاز العصبي. الإجهاد المزمن يطلق هرمونات تؤثر على وظائف الأمعاء، مما قد يؤدي إلى متلازمة القولون العصبي، الإسهال أو الإمساك، وزيادة حساسية الأمعاء للالتهابات.

قلة النوم

الحرمان من النوم يؤثر على الساعة البيولوجية للجسم، بما في ذلك تلك الموجودة في الأمعاء. اضطرابات النوم قد تخل بتوازن الميكروبيوم وتزيد من نفاذية الأمعاء، مما يسمح للمواد الضارة بالدخول إلى مجرى الدم.

الإفراط في استخدام المضادات الحيوية

بينما تعتبر المضادات الحيوية ضرورية لعلاج الالتهابات البكتيرية، إلا أن استخدامها المفرط أو غير الضروري يقضي على البكتيريا النافعة والضارة على حد سواء، مما يترك الأمعاء عرضة لنمو البكتيريا المقاومة ويخل بتوازن الميكروبيوم لفترات طويلة.

التدخين المفرط

التدخين يقلل من تدفق الدم إلى الأمعاء ويؤثر سلبًا على الأغشية المخاطية، مما يزيد من خطر الإصابة بالالتهابات والقرح.

تناول بعض الأدوية

بالإضافة إلى المضادات الحيوية، فإن بعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية تهيج بطانة الأمعاء وتزيد من نفاذيتها بمرور الوقت.

عدم شرب كمية كافية من الماء

الماء ضروري لتليين البراز وتسهيل حركته عبر الأمعاء. الجفاف يؤدي إلى الإمساك ويجعل عملية الهضم أكثر صعوبة.

كيف تحافظ على شباب أمعائك؟

اتبع نظامًا غذائيًا غنيًا بالألياف: الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والبقوليات.

تناول الأطعمة المخمرة: الزبادي، الكفير، المخللات الطبيعية.

قلل من الأطعمة المصنعة والسكريات المضافة.

اشرب كمية كافية من الماء.

مارس النشاط البدني بانتظام.

تحكم في مستويات التوتر: من خلال التأمل، أو قضاء الوقت في الطبيعة.

احصل على قسط كافٍ من النوم.

تجنب التدخين.

استخدم المضادات الحيوية فقط عند الضرورة وتحت إشراف طبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى