بقلم – مهندس علاء عبد الستار
بمجرد تسجيلي رقم شخص على “truecaller” يظهر لي في “أشخاص قد تعرفهم” حسابه على الفيس، هذا غير أصدقاء الأصدقاء، وغير الأشخاص الذين لهم نفس اهتماماتك. وأحيانًا أثناء مكالمة تذكر مثلًا اسم منتج، فيظهر لك إعلان له دون أن تكتبه في البحث. استخدام الذكاء الاصطناعي والبرمجيات دخل حياتنا بشكل كبير جدًا؛ فمثلًا يتم الاعتماد بشكل أساسي في السفر على برنامج maps لأنه لا يحدد فقط الأماكن، بل أيضًا زحام الطرق، والأعطال، وأحيانًا المخاطر.
أتذكر أنني كنت أركن بجوار مستشفى في فترة الكورونا، فظهرت لي رسالة تحذيرية بأن المكان به الكثير من الفيروسات. حتى WhatsApp أصبح فيه برنامج Meta AI يقدم مساعدات كثيرة في عمليات البحث. الهدف منها هو عمليات التسويق بأشكالها المختلفة من خلال التعود على هذه الخدمات. وهناك بعض البرامج ترفض التفعيل إلا عندما تحدد موقعك في تليفونك المحمول لمتابعة عمليات التسويق في أي مكان تذهب إليه. فعند دخولك مكانًا ما، تبدأ إعلانات هذا المكان في الظهور على تليفونك.
تعجبت في بداية استخدامي youtube من اسم البرنامج، لكن أدركت بعدها أنه اختيار عبقري للاسم. الجزء الأخطر هو استخدامها في التجسس، أي استخدام أجهزة من دول لتحقيق أهداف داخل دول أخرى، لأن كل الأشخاص أصبحت بياناتهم وتحديد أماكنهم موجودة بشكل مفروض في تطبيقات البرامج، وأحيانًا تشعر بغرابة ذلك، لعدم وجود ضرورة تربط بين البرنامج وتحديد الموقع. هذا بخلاف تطبيق الكاميرا وسماعات التليفون التي يمكنها نقل الصورة والصوت، وخصوصًا الجزء الخفي من التكنولوجيا القادمة من الغرب وعدم إدراك مدى الاستغلال الممكن لها.
