حديث وطن

اخبار الوطن العربي

الصحة والجمال

تمدد الأوعية الدموية: قنبلة موقوتة في الجسم

كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة 

تمدد الأوعية الدموية، هو حالة خطيرة تحدث عندما يضعف جدار أحد الشرايين ويتضخم، مكونًا بالونًا أو انتفاخًا. يمكن أن يحدث هذا التمدد في أي شريان بالجسم، ولكنه أكثر شيوعًا في الشريان الأورطي (الأبهر)، وهو الشريان الرئيسي الذي يخرج من القلب، وفي الشرايين التي تغذي الدماغ. يشكل تمدد الأوعية الدموية خطرًا كبيرًا لأنه قد ينفجر، مما يؤدي إلى نزيف داخلي مهدد للحياة.

أسباب تمدد الأوعية الدموية

لا يزال السبب الدقيق لتمدد الأوعية الدموية غير مفهوم بالكامل في جميع الحالات، ولكن هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة به:

تصلب الشرايين: يعتبر تصلب الشرايين، وهو تراكم الدهون والكوليسترول على جدران الشرايين، من الأسباب الرئيسية لتمدد الأوعية الدموية. يؤدي هذا التراكم إلى تصلب و ضعف الشرايين.

ارتفاع ضغط الدم: يضع الضغط المستمر و المرتفع على جدران الشرايين عبئًا إضافيًا، مما يزيد من احتمالية ضعفها وتمددها.

التدخين: يزيد التدخين بشكل كبير من خطر الإصابة بتمدد الأوعية الدموية عن طريق إتلاف جدران الأوعية الدموية وتسريع عملية تصلب الشرايين.

التاريخ العائلي: يلعب العامل الوراثي دورًا في بعض الحالات، حيث يكون الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من تمدد الأوعية الدموية أكثر عرضة للإصابة.

العيوب الخلقية: قد يولد بعض الأشخاص بضعف في جدران الأوعية الدموية مما يجعلهم أكثر عرضة لتمددها.

  الالتهابات والإصابات: في حالات نادرة، يمكن أن تؤدي العدوى أو الإصابات المباشرة إلى ضعف جدار الشريان وتمدده.

الأعراض والتشخيص

في كثير من الحالات، لا يسبب تمدد الأوعية الدموية أي أعراض حتى يصبح كبيرًا جدًا أو ينفجر. تعرف هذه الحالة بـ “القاتل الصامت” بسبب طبيعتها غير المصحوبة بأعراض غالبًا. عندما تظهر الأعراض، فإنها تعتمد على موقع التمدد:

تمدد الأوعية الدموية في الشريان الأورطي: قد تشمل الأعراض ألمًا في البطن أو الظهر، أو إحساسًا بالنبض في البطن.

تمدد الأوعية الدموية الدماغية: قد لا تظهر أي أعراض حتى ينفجر، وفي هذه الحالة يمكن أن يسبب صداعًا شديدًا ومفاجئًا، وتصلب الرقبة، وتغيرات في الرؤية، وفقدان الوعي.

نظرًا لعدم وجود أعراض واضحة في كثير من الأحيان، يتم اكتشاف تمدد الأوعية الدموية أحيانًا بالصدفة أثناء الفحوصات التصويرية التي تجرى لأسباب أخرى. تشمل طرق التشخيص الشائعة ما يلي:

التصوير بالموجات فوق الصوتية: طريقة غير جراحية وفعالة للكشف عن تمدد الأوعية الدموية في البطن.

التصوير المقطعي المحوسب: يوفر صورًا مفصلة للأوعية الدموية ويمكنه تحديد حجم وموقع التمدد بدقة.

التصوير بالرنين المغناطيسي: يوفر صورًا عالية الدقة للأوعية الدموية والأنسجة المحيطة بها.

  تصوير الأوعية الدموية: يتضمن حقن صبغة خاصة في الأوعية الدموية ثم التقاط صور بالأشعة السينية لتحديد أي تشوهات.

العلاج والوقاية

يعتمد علاج تمدد الأوعية الدموية على حجمه، موقعه، وما إذا كان يسبب أعراضًا. في بعض الحالات، قد يكتفي الأطباء بالمراقبة الدقيقة للتمدد الصغير الذي لا يسبب أعراض، مع متابعة دورية للتأكد من عدم نموه. ومع ذلك، إذا كان التمدد كبيرًا أو ينمو بسرعة أو يسبب أعراضًا، فقد يكون التدخل الطبي ضروريًا. 

تشمل خيارات العلاج

الجراحة المفتوحة: تتضمن إزالة الجزء المتمدد من الشريان واستبداله بأنبوب صناعي.

جراحة الأوعية الدموية عن طريق القسطرة: إجراء أقل توغلًا يتضمن إدخال أنبوب رفيع (قسطرة) عبر الأوعية الدموية لتوصيل دعامة أو ملفات لسد أو تقوية التمدد.

للوقاية من تمدد الأوعية الدموية، أو لتقليل خطر تفاقمه، من الضروري التحكم في عوامل الخطر المعروفة

الإقلاع عن التدخين: هو أهم خطوة يمكن اتخاذها.

التحكم في ضغط الدم: من خلال الأدوية ونمط الحياة الصحي.

إدارة الكوليسترول: باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، وقد تتطلب بعض الحالات أدوية خافضة للكوليسترول.

النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة: يساهمان في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام.

الفحوصات الدورية: خاصة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي أو عوامل خطر أخرى.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *