الأسرة والطفل

الدلع في الصغر ليس عيبًا، ولكن في الكبر مصيبة من المصائب

أحمد حسنى القاضى الأنصارى

الدلع في مرحلة الطفولة قد يُعد نوعًا من الحنان، وقد يكون وسيلة لإشباع العاطفة وتقوية الروابط بين الطفل وأهله، لكن إن لم يكن منضبطًا، فقد يتحول من نعمة إلى نقمة.

فالدلع الزائد يُفسد الشخصية، ويزرع الاتكالية، وينشئ طفلًا لا يعرف للجدية طعمًا، ولا يتحمل مسؤولية. ومتى نشأ الطفل على أن طلباته كلها مجابة، ولا يُوجَّه له نقد أو تقويم، صار شابًا هشًّا أمام الحياة، لا يتحمل خيبة، ولا يصبر على صدمة.

وعلى رأي المثل: “إذا زاد الشيء عن حده، انقلب إلى ضده”.

وما بالك إذا كان الزائد هو الدلع؟ حينها تكون الكارثة أكبر، وتظهر لنا نماذج لا تنفع نفسها، ولا تُفيد مجتمعها. نماذج تتعالى على العمل، وتستنكف عن العطاء، وتظن أن الحياة وُجدت لتُلبّي لها كل رغباتها.

فلنُحسن التربية، ولنجعل الحب ممزوجًا بالحزم، والرحمة مشفوعة بالانضباط، والحنان مقرونًا بالحكمة.

فالاعتدال في كل شيء هو مفتاح الصلاح، والتوازن هو سبيل النجاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى