الأنصار تاج المجد والكرامة

أحمد حسنى القاضى الأنصارى
الأنصار… يا من سقاهم الله شرف النصرة، وخلد ذكرهم في كتابه، وجعل محبتهم من علامات الإيمان، وبغضهم من نواقضه!
إنهم أهل المدينة الأبرار، الذين استقبلوا نور الهجرة بالقلوب قبل الأبواب، وبالأرواح قبل الديار، فآووا ونصروا، وآثروا على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
سيد الأنصار وبطلهم المغوار: سعد بن عبادة الأنصاري
كان سيدًا في قومه، زعيم الخزرج، جوادًا كريمًا، شجاعًا مهيبًا، حتى قال النبي ﷺ:
“إن الله يحب هذا الرجل”.
وكان إذا حمل راية الأنصار في الغزوات، ارتفعت بها الهمم، وارتجف العدو من هيبته!
وكان من السابقين إلى الإسلام، وأحد الرجال الذين بذلوا أنفسهم في سبيل حماية الدعوة والنبي ﷺ.
من سماهم بالأنصار؟
لقد سماهم الله بنفسه، في قرآن يُتلى إلى يوم القيامة، فقال:
﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ﴾ [الحشر: 9]
وقال تعالى:
﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ﴾ [التوبة: 100]
فأي فخر أعظم من أن يسميك الله بنفسه “أنصاريًّا”!؟
علاقتهم بالحبيب ﷺ
هم من نصروا النبي ﷺ حين خذله الناس، وبايعوه في العقبة على الموت، وقالوا له:
“إنّا براء من اليهود كما نحن براء من أوساخ الجاهلية، فكن فينا كما أنت في قومك، فلَنا الحرب دونك.”
فبكى النبي ﷺ وقال:
“أنتم الأنصار، وعيشكم عيشي، وموتكم موتي.”
صلة الأشراف بالأنصار
لقد تداخل نسب السادة الأشراف مع بيوت الأنصار، وصارت بينهم مصاهرات ومودة عظيمة، وكان كثير من نسل الحسن والحسين رضي الله عنهما ينزلون المدينة ويتزاوجون من بيوت الأوس والخزرج.
وقد قال العلماء:
“النسب لا يشرف إلا إذا انغمس في دماء الأنصار.”
لأنهم حملة الدين والراية، وأصل النصرة والطهارة.
فيا أبناء الأنصار…
احفظوا المجد، وتمسكوا بالفضيلة، وكونوا كما كان أسلافكم: نصرةً للحق، وعزةً للدين، وحبًا للحبيب ﷺ.