د.نادي شلقامي
في خطابه أمام منبر الأمم المتحدة السبت، جدد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، التأكيد على الموقف الثابت للمملكة بخصوص القضية الفلسطينية. وأشار بن فرحان بوضوح إلى أن التعامل مع القضية خارج إطار القانون الدولي والشرعية الدولية هو ما أدى إلى استمرار حالة العنف وتفاقم معاناة الفلسطينيين، داعياً إلى ضرورة إيجاد حل دائم وعادل لا يقبل التأجيل.
وأكد الأمير فيصل بن فرحان في كلمة بلاده بالجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80 أن «تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية لن يسهم إلا في زعزعة الأمن والاستقرار إقليميًا وعالميًا، وفتح المجال أمام تداعيات خطيرة، وتصاعد جرائم الحرب وأعمال الإبادة الجماعية».
وقال الأمير فيصل بن فرحان في مستهل الكلمة أن السعودية تفتخر بكونها عضوًا مؤسسًا لمنظمة الأمم المتحدة، وتبذل كل ما في وسعها لترجمة مبادئ ميثاق الأمم المتحدة إلى واقع ملموس عبر ترسيخ احترام القانون الدولي وتعزيز الأمن والسلم الدوليين انطلاقًا من إيمانها العميق بأهمية دور المنظمة.
وأشار الى حرص السعودية على تحقيق مقاصد الميثاق بالإسهام في الاستجابة للنداءات الإنسانية ومد يد العون والعطاء لافتاً الى تجاوز ما قدمته من مساعدات حاجز الـ 141 مليار دولار والذي استفادت منه 174 دولة.
وتطرق لمساعي السعودية المستمرة لحل القضية الفلسطينية، مشيراً الى مبادرتها بالتعاون مع النرويج والاتحاد الأوروبي لإطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، وترأسها مع فرنسا المؤتمر الدولي بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، «بما يشكل مسارًا واضحًا يفضي إلى إنهاء الاحتلال والصراع».
وأشاد بالدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، وبتوجه السلطة الفلسطينية لإجراء إصلاحات مهمة تستحق مزيدًا من الدعم والتمكين من قبل المجتمع الدولي.
ولفت الأمير فيصل بن فرحان الى ضرورة الالتزام بمنظومة منع الانتشار وسباق التسلح النووي في المنطقة، وأهمية حماية أمن وملاحة وحرية البحر الأحمر وخليج عدن والمضائق، ومكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، ونبه بمخاطر الاستخدامات العسكرية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي والأسلحة ذاتية التحكم، وضرورة سن قوانين دولية لتنظيمها.
وأشاد بالخطوات الإيجابية التي تقوم بها سوريا لترسيخ الأمن والاستقرار، وجدد حرص المملكة على استعادة أمن اليمن واستقراره، ومواصلتها مساعيها لدعم الاقتصاد اليمني وتخفيف المعاناة الإنسانية حيث تعد المملكة أكبر المانحين للجمهورية اليمنية.
كما أكد حرص السعودية على استقرار السودان ووحدة وسلامة أراضيه، مشددًا على أهمية استمرار الحوار عبر منبر جدة، مؤكدًا رفض المملكة لأية خطوات خارج إطار مؤسسات الدولة التي قد تمس وحدة السودان ولا تعبر عن إرادة شعبه الشقيق.
وأعربت السعودية عن دعمها لحل «ليبي – ليبي» في ليبيا بما يرسخ وحدته ويدعم جهود مكافحة الإرهاب، ووقوفها إلى جانب لبنان، وتثمينها لجهود الدولة اللبنانية لتطبيق اتفاق الطائف وبسط سيادة الدولة، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية.
وأشار وزير الخارجية السعودي في ختام الكلمة إلى المسار التنموي للمملكة على المدى الطويل تحت رؤيتها 2030، والأهداف التي تحققت خلال الفترة الماضية من تمكين للشباب والمرأة، وتعزيز قيم التسامح وتوسيع آفاق التواصل والتعاون الدولي، وخفض للبطالة وارتفاع مشاركة المرأة في سوق العمل.
ونوه بالمبادرات الريادية للحد من آثار التغير المناخي ومكافحة التصحر والجفاف مثل مبادرتي «السعودية الخضراء»، و«الشرق الأوسط الأخضر»، بجانب إعلان السعودية عن تأسيس «المنظمة العالمية للمياه» ومقرها الرياض، وذلك تأكيدًا لالتزامها بالتنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين التنمية والمناخ، وبما يسهم في حماية النظام المناخي العالمي.