المندل.. طقوس الظلام المحرمة

بقلم – ياسمين إبراهيم
عزيزي القارئ، سأصحبك اليوم في رحلة إلى عالم يثير الرعب في القلوب، عالم يتجاوز حدود العقل والمنطق، عالم لا يُذكر اسمه دون أن يترك أثرًا مظلمًا في الأفق… المندل. لا تنطق هذا الاسم، فأخشى أن تفتح على نفسك بابًا لا يمكنك إغلاقه. لماذا؟ سأروي لك قصتي معه.
المندل ليس مجرد مصطلح، بل هو بوابة إلى الهاوية، من يعبرها يقع في قبضة قوى لا يمكن السيطرة عليها. إنه مدخل إلى عالم خفي، حيث تختلط الحقيقة بالخرافة، وحيث يُستدعى الجن ليخضعوا لأوامر البشر. لكنه في النهاية طريق مسدود لا يؤدي إلا إلى الهلاك.
سر المندل وطقوسه الملعونة
المندل هو طقس يستدعي فيه الإنسان الجن عن طريق العهد والطلاسم، وغالبًا ما يكون الهدف معرفة أسرار مخفية، مثل كشف السرقات أو العثور على المفقودين، أو حتى فك الرصد الذي وضعه الدجالون. يتم استحضار أحد ملوك الجان السبعة، حيث يُقال إن لكل ملك يومًا من أيام الأسبوع، ويعرف أسرار ما حدث خلاله.
لكن هل تدرك الثمن الحقيقي لهذا العبث؟
كيف يُفتح باب الجحيم؟
عملية فتح المندل من أخطر الطقوس على الإطلاق، وأبسطها في نفس الوقت. تتطلب:
وعاء نحاسي أو فنجان زيت ممزوجًا بحبر سلطاني شديد اللمعان.
شموع مرتبة في شكل نجمة داوود، وهي رمز يُستخدم في السحر الأسود.
طفل صغير لا يتجاوز العشر سنوات، يُعرف بـ “الخاتم”، لأنه يكون الوسيط بين العالمين، فالأطفال يُقال إنهم أكثر شفافية وقدرة على التواصل مع العوالم الخفية.
يبدأ القائم على الطقس بقراءة تعويذات غامضة، حتى يحضر الجن ويتلبس جسد الطفل، الذي يبدأ في وصف المشاهد التي يراها داخل الوعاء. لكن ما لا يدركه الكثيرون هو أن هذا الطفل يدفع الثمن غاليًا—قد يُصاب بالحمى الشديدة، وقد يفقد عقله، بل وقد يصل الأمر إلى الموت! أما من طلب المندل، فغالبًا ما ينتهي به الحال مهووسًا أو منتحرًا.
ما وراء المندل.. كابوس لا ينتهي
الأسوأ من ذلك ليس فقط الضرر الجسدي أو العقلي، بل الحقيقة المرعبة التي يغفل عنها الكثيرون: من يلجأ للمندل يخرج من دين الله، ويخطو نحو الجحيم دون أن يدرك. إنه باب يظنه البعض وسيلة للكشف عن المجهول، لكنه في الحقيقة طريق إلى الظلام الذي لا عودة منه.
والآن، بعد أن عرفت الحقيقة، هل ما زلت تصدق أن هذه الطقوس مجرد خرافات؟ أم أنك تدرك الآن أنها خطر حقيقي يعبث بعقول وقلوب من يقترب منه؟
للأسف، رغم كل التقدم العلمي والتكنولوجي، لا يزال البعض يلهث خلف أوهام الدجالين والمشعوذين، غير مدركين أن العبث مع المجهول لا يمر دون ثمن… وثمنه باهظ للغاية.