كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
يعد الفشل التنفسي حالة طبية خطيرة تحدث عندما يفشل الجهاز التنفسي في أداء وظيفته الأساسية بكفاءة، وهي تبادل الغازات. يعني هذا عدم قدرة الرئتين على أكسجة الدم بشكل كافٍ أو عدم القدرة على التخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون، أو كليهما.
أنواع الفشل التنفسي
يصنف الفشل التنفسي عادةً إلى نوعين رئيسيين، بناءً على المشكلة الرئيسية في الغازات الشريانية:
الفشل التنفسي من النوع الأول (نقص تأكسج الدم): يتميز بانخفاض خطير في مستوى الأكسجين في الدم (نقص التأكسج).
الفشل التنفسي من النوع الثاني (فرط ثنائي أكسيد الكربون في الدم): يتميز بارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم.
الأسباب الرئيسية
تتعدد الأسباب المؤدية للفشل التنفسي، وتختلف باختلاف نوع الفشل:
أسباب نقص الأكسجين (نقص تأكسج الدم): تنجم هذه الحالة غالباً عن أمراض تصيب الرئة ومجرى الهواء مثل الربو، الداء الرئوي المُسِد المزمن، توسع القصبات، الالتهاب الرئوي، التليف الرئوي، الوذمة الرئوية، وتغبّر الرئة. وقد يكون السبب مرتبطًا بمشاكل في الأوعية الدموية كالتهاب الضغط الشرياني الرئوي والانصمام الرئوي، أو مشاكل بنيوية مثل الجنف الحُدابي، استرواح الصدر، أو السمنة الشديدة.
أسباب ارتفاع ثاني أكسيد الكربون (فرط ثنائي أكسيد الكربون): ترتبط هذه الحالة عادةً بضعف في وظيفة عضلات التنفس أو خلل في الجهاز العصبي المتحكم بها. وتشمل الأسباب الربو الحاد والداء الرئوي المُسِد المزمن، بالإضافة إلى اعتلال الأعصاب، الوهن العضلي، شلل الأطفال، وإصابات الرأس والحبل الشوكي. كما قد تحدث نتيجة لـ التسمم الدوائي أو غيره، والوذمة المخاطية، ونقص التهوية السنخية الأولى، ومرض البُرفيرية.
الأعراض الشائعة
قد تظهر أعراض الفشل التنفسي بشكل مفاجئ أو تتطور تدريجياً، وتشمل:
ضيق التنفس أو صعوبة التنفس الشديدة.
التعب البدني والجسدي العام.
الإعياء أو الارتباك (الإتبار).
ازرقاق الجلد أو الأغشية المخاطية، خاصة حول الفم والأصابع (زرقة)، نتيجة لنقص الأكسجين.
صعوبة النوم والأرق.
خيارات العلاج والتدخل الطبي
يهدف العلاج إلى تحسين تبادل الغازات وعلاج السبب الكامن وراء الفشل التنفسي:
العلاج بالأدوية: يشمل إعطاء موسعات الشعب الهوائية لتحسين تدفق الهواء، مضادات الالتهابات، وفي بعض الحالات، أدوية مضادة للتخثر (مضادات التجلط).
المعالجة الطبيعية الفيزيائية: تُستخدم لتحسين قدرة المريض على التنفس والاستنشاق والزفير بفعالية أكبر.
التنفس الصناعي (التهوية الميكانيكية): يُلجأ إليه في الحالات التي لا يستطيع فيها المريض التنفس ذاتيًا بكفاءة كافية، لدعم أو تولي وظيفة التنفس.
نصائح وقائية وداعمة لصحة الجهاز التنفسي
للمساعدة في الوقاية من الفشل التنفسي أو دعم علاج أمراض الجهاز التنفسي، يُنصح بما يلي:
الإقلاع عن التدخين نهائيًا وتجنب التعرض للملوثات والغبار والمهيجات.
علاج أمراض الرئة والتهابات الجهاز التنفسي العلوي بشكل فوري وفعال.
الحرص على الجلوس في مكان جيد التهوية.
المحافظة على النظافة الشخصية وغسل اليدين بانتظام للحد من العدوى.
تناول الغذاء الصحي المتوازن والغني بالعناصر الداعمة للجهاز التنفسي، مثل الفيتامينات فيتامين هـ، وفيتامين ج، وفيتامين د، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3.
شرب كميات كبيرة من الماء للحفاظ على ترطيب الجسم.
دعم الأعشاب للجهاز التنفسي
يُمكن لبعض الأعشاب أن تقدم دعمًا مُكملاً لصحة الجهاز التنفسي، مع التأكيد على ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدامها كعلاج بديل:
الزعتر: يشرب كوب من مغلي الزعتر 3 مرات في اليوم، أو يُتناول مع زيت الزيتون.
النعناع: يُشرب كوب من مغلي النعناع 3 مرات في اليوم.
أوراق الجوافة: يُشرب كوب من مغلي أوراق الجوافة 3 مرات في اليوم.
