د/ حمدان محمد
في السادس من أكتوبر عام 1973 الموافق للعاشر من رمضان عام 1393هـ سطّر الجيش المصري واحدة من أعظم الملاحم العسكرية في التاريخ الحديث عندما عبر أبطال القوات المسلحة قناة السويس واقتحموا خط بارليف الحصين في معركة جسدت أسمى معاني البطولة والفداء وغيّرت موازين القوى في المنطقة فقد جاءت الحرب بعد سنوات من الإعداد والتخطيط الدقيق عقب نكسة 1967 التي احتل فيها العدو الصهيوني سيناء بالكامل لكن القيادة المصرية برئاسة الرئيس الراحل أنور السادات وضعت هدفًا واضحًا وهو استرداد الأرض والكرامة وكانت ساعة الصفر في الثانية ظهرًا من يوم السادس من أكتوبر عندما انطلقت المدفعية المصرية تدك حصون العدو بينما تقدم آلاف المقاتلين المصريين في هجوم مباغت أربك القوات الإسرائيلية
وخلال ساعات قليلة نجح الأبطال في عبور القناة ورفع العلم المصري على الضفة الشرقية وسط صيحات النصر وتكبيرات الجنود وتم تحطيم أسطورة خط بارليف الذي كان العدو يروّج أنه لا يُقهر كما تم تدمير مئات الدبابات والطائرات المعادية في معارك بطولية سجّلها التاريخ بحروف من نور ولم تكن حرب أكتوبر مجرد مواجهة عسكرية بل كانت معركة إرادة وإيمان أثبت فيها الجندي المصري أنه قادر على صنع المعجزات عندما تتوافر القيادة الواعية والتخطيط السليم وروح الإيمان والثقة بالنصر
بل لقد أعادت هذه الحرب لمصر والأمة العربية كرامتها المفقودة وفتحت الطريق أمام تحرير الأرض واستعادة السيادة الكاملة على سيناء وأكدت للعالم أن السلام لا يُفرض بالقوة بل يُصنع من موقع القوة وما زال يوم السادس من أكتوبر رمزًا للفخر والعزة الوطنية تحتفل به مصر كل عام تخليدًا لذكرى شهدائنا الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن وصنعوا للأجيال القادمة مجدًا خالدًا لا يُنسى
