أعماق البحار عالم غامض تحت سطح الماء

كتبت/ نجده محمد رضا
تُعدّ البحار والمحيطات من أكثر البيئات الغامضة على كوكب الأرض، إذ تغطي أكثر من 70% من سطحه، لكنها لا تزال غير مستكشفة بشكل كامل. في أعماق هذه المسطحات المائية، توجد عوالم مذهلة من الكائنات الحية والظواهر الطبيعية التي تخفي أسرارًا لا تزال تُدهش العلماء
تبدأ الأعماق السحيقة بعد 200 متر تحت سطح البحر، حيث تختفي أشعة الشمس تدريجيًا، ليبدأ عالم مظلم يعجّ بالكائنات التي طورت تكيفات مذهلة للبقاء في هذه الظروف القاسية. ومن أبرز تلك الكائنات، الأسماك المضيئة التي تستخدم التوهج البيولوجي لجذب الفريسة أو التخفي من الأعداء.
مع تطور التكنولوجيا، تمكن العلماء من استخدام الغواصات الآلية لاستكشاف أعماق تصل إلى أكثر من 10,000 متر، مثل خندق ماريانا، أعمق نقطة معروفة في المحيط الهادئ. كشفت هذه الرحلات عن وجود كائنات حية قادرة على تحمل الضغط الهائل، كما تم العثور على أدلة على وجود براكين تحت الماء ومصادر حرارية تمد الحياة في هذه البيئة الفريدة.
على الرغم من عزلة هذه البيئات، فإنها تتعرض لخطر التلوث البلاستيكي، والتغير المناخي، والصيد الجائر، مما يهدد التنوع البيولوجي في المحيطات. كما أن عمليات التعدين في قاع البحر تُثير مخاوف بشأن تأثيراتها البيئية غير المعروفة.
لا تزال أعماق البحار والمحيطات تحمل الكثير من الألغاز التي تنتظر الاستكشاف. ومن خلال التقدم العلمي، يمكن للإنسان أن يفهم بشكل أعمق هذه العوالم الخفية، ويحافظ عليها من المخاطر البيئية لضمان استدامتها للأجيال القادمة.
“كلما غصنا أعمق، اكتشفنا أن المحيطات لا تزال تخبئ لنا الكثير من الأسرار”.