بقلم/ أسامة إبراهيم
الاسلام إرث ومظهر جماعي شعائري في مجتمعاتنا أخذناه أبًَا عن جد. ولذلك، لا يجوز لأحد وليس من حقه أن يحاكم أحدا على مذهبه ومشربه؛ بأن هذا سني وذاك شيعي وثالث إباضي وغيره. والاسلام بذلك الإرث غير كافٍ لبناء مجتمع قوي متماسك يعبر عن مراد الله من خلقه؛ فلا تتعجب من كون وجود مسلم منافق أو ضعيف أو سارق وهو يصلي ويصوم ويطلق اللحى، والحال اليوم يغني عن أي مقال، وهذا حاصل من أيام الصحابة وإلى يومنا هذا وسيظل.
أما الايمان فهو تجربة ذاتية خاصة لكل فرد بحياله وتختلف من شخص لآخر ولا يوجد شخصان لهما نفس التجربة أبدا..
من هنا كان نداء الله في القرآن في قرابة المائة نداء: ” يا أيها الذين آمنوا…” ولم يقل:” يا أيها الذين أسلموا…”
وأهل الايمان قلة على مر الزمان، من صدر الاسلام والى نهاية هذه الدنيا، قال تعالى في خواتم سورة الحجرات مبينا الفرق بين مفهوم الاسلام وبين مفهوم الإيمان: ” قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (17) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)
ولذلك، إن رأينا انحلالا أو فسادا في المجتمع المسلم؛ فهؤلاء هم من أهل الإسلام وليسوا من أهل الإيمان..
إن معيار الايمان هو سلامة الصدر وامتلاء القلب بالحب والرحمة والاعذار للناس وسلامتهم من شرورك، لقوله صلى الله عليه وسلم” المسلم من سلم الناس من لسانه ويده”،، وكذلك مراقبة الله في السر والعلن وعدم الاعتداء على خلق الله أو المال العام.
الايمان علاقة تكبر وتنمو وتتطور مع مرور الايام والسنين..
والرسول كان يعلم الناشئة الإيمان قبل أن يعلمهم السورة من القرآن.
الإيمان هو الدرع الواقي للمجتمع وليس الاسلام؛ فلا تحاكموا الاسلام ولا تظلموه بقلة الإيمان في قلوب معتنقيه؛ فلا إيمان لمن لا أمان له.
