أماني إمام
يوافق اليوم، 21 نوفمبر/تشرين الثاني، عيد ميلاد السيدة فيروز الحادي والتسعين؛ مناسبة غالبًا ما تحظى باهتمام واسع نظرًا لمكانتها الفنية الاستثنائية. غير أن هذا العام يحمل طابعًا مختلفًا بالنسبة لصاحبة الصوت الذي شكّل وجدان اللبنانيين والعرب، إذ يأتي عيدها الأول من دون نجلها الراحل زياد الرحباني، الذي توفي في 26 يوليو/تموز 2025 بعد صراع طويل مع المرض.
وقد خيّم الحزن على ظهور فيروز الأخير خلال مراسم تشييع زياد أواخر يوليو/تموز الماضي، وهو ظهور نادر بعد سنوات من الابتعاد عن الأضواء. بدا الصمت يومها لغة الفقد، ولعلّه ما يزال يرافق فيروز في يومٍ كان يفترض أن يكون احتفاليًا.
وعلى مواقع التواصل، جاء التفاعل مزيجًا بين التهنئة بعيد ميلادها، وبين استعادة ذكرى زياد الذي رحل تاركًا فراغًا كبيرًا في حياة والدته وفي ذاكرة الفن العربي. فقد شكّل زياد شريكًا فنّيًا أساسيًا لفيروز، وأسهم عبر رؤيته الموسيقية المتجددة في تجديد مسيرتها وأسلوبها، وهو ما جعل العلاقة بينهما تتجاوز حدود التعاون إلى حالة من الارتباط الإبداعي والروحي.
سبعة عقود من مسيرة فيروز لا تزال حاضرة بقوة، وتحتفظ خلالها بأجيال من المحبين الذين يجعلون من صوتها طقسًا صباحيًا ثابتًا. أما تعاونها مع زياد، الذي امتد لنحو 37 عامًا منذ عام 1973 حتى 2010، فقد أثمر مئات الأغنيات والأعمال الخالدة، رغم ما شابه أحيانًا من خلافات لم تحجب عمق التجربة وتميّزها.
ومن بين المحطات التي جمعت بينهما، يبرز ألبوم “ببالي”، وحفلات بيت الدين عام 2000، التي شكّلت لقاءً بديعًا بين حساسية صوت فيروز ورؤية زياد التجديدية، فكانت من العلامات الفارقة في تاريخ الموسيقى العربية.
