د/ حمدان محمد
الرضا سر من اسرار راحة القلب وهو باب واسع من ابواب الايمان يعيش به الانسان مطمئنا ولو قل ماله ويرتاح قلبه ولو كثرت همومه لأن الرضا هو التسليم لحكمة الله واليقين بأن ما كتبه الله هو الخير كله
وقد اخبرنا الله تعالى في كتابه عن سر الاطمئنان فقال چل چلاله (ومن يؤمن بالله يهد قلبه) التغابن 11
وقال سبحانه وتعالى (قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا) التوبة 51
وقال سبحانه وتعالى (ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله )النور 32
فهذه الايات تحمل روح الرضا والخضوع لأمر الله تعالى وجاء في الحديث الشريف قول النبي صلى الله عليه وسلم (عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له ولا يكون ذلك الا للمؤمن )رواه مسلم وهذا حديث جامع يبين ان الرضا لا يتحقق على وجهه الكامل الا لمن امتلأ قلبه ايمانا وتسليما لله فالانسان حين يرضى بكل تفاصيل حياته يدرك ان الاقدار ليست عبثا وان الله لا يختار لعبده الا ما يصلحه فمن رضي عاش سعيدا ومن سخط عاش في ضيق وهم ولو امتلك كنوز الارض فالمال وسيلة للحياة والعمل لكنه ليس كل شيء ومن لا يملك الرضا لن يملك السعادة مهما امتلك من دنيا ومن اعظم صور الرضا ان يرضى الرجل بزوجته ويرى فيها نعمة من الله فلا يطلق بصره الى الحرام وان ترضى الزوجة بزوجها ولا تنظر الى غيره في الحرام ولا تقارن حياتها بحياة غيرها فالمقارنة تفسد القلوب اما الرضا فيجلب البركة والسعادة
وحين يعيش الزوجان برضا تنزل البركة في البيت ويتسع الرزق ويعم الهدوء وتثبت المودة والرحمة بينهما ويكون البيت كما اراده الله سكنا وسلاما واستقرارا والرضا لا يعني ترك السعي بل ان يجتهد الانسان في عمله ويبذل الاسباب ثم يرضى بما قسمه الله له فالساعي بلا رضا يبقى في تعب والساعي مع الرضا يعيش في نعيم وفي النهاية يبقى الرضا كنزا لا يفنى ومن رزقه الله هذا الكنز فقد ملك الدنيا وما فيها فاللهم ارزقنا الرضا بعد القضاء والقناعة بما قسمت لنا واجعل حياتنا واهلنا وارزاقنا في بركة دائمة
الرضا سبيل السعادة الحقيقية
502
