د. نادي شلقامي
تبدأ أستراليا غداً الأربعاء بتطبيق أول قانون عالمي من نوعه يفرض حداً أدنى لسن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، يلزم عشرة من أكبر المنصات، مثل إنستجرام وتيك توك ويوتيوب، بحجب المستخدمين دون سن السادسة عشرة.
القرار، الذي وصفته وكالة رويترز بأنه بداية “موجة تنظيمية عالمية متوقعة”، يلزم الشركات بالبدء في تطبيق الإجراءات منتصف الليل، مع مواجهة غرامات قد تصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي للمخالفين. ويُتوقع أن يؤدي هذا الحظر إلى حجب أكثر من مليون حساب.
ويأتي هذا التنفيذ بعد إحباط حكومي عالمي واسع من بطء شركات التكنولوجيا في تقليل الأضرار على المستخدمين صغار السن، وبعد سنوات من تسريبات وثائق “ميتا” التي كشفت عن علم الشركة بالتأثير السلبي لمنتجاتها على المراهقين.
وقد قوبل القانون بتأييد واسع من الأهالي والمختصين بحماية الطفل، بينما واجه انتقادات شديدة من عمالقة التكنولوجيا والمدافعين عن حرية التعبير. وتدرس حكومات حول العالم، من الدنمارك وماليزيا وحتى ولايات أمريكية وبريطانيا، اتخاذ خطوات مشابهة، مما يجعل التجربة الأسترالية مرجعاً عالمياً.
وفيما وافقت معظم المنصات على الالتزام بالقانون عبر تقنيات تقدير العمر المتقدمة، رفضت منصة “إكس” (المملوكة لإيلون ماسك) ذلك، ووصفته بأنه محاولة للسيطرة على الوصول إلى الإنترنت. ومن المقرر أن تنظر المحكمة العليا الأسترالية في طعن قانوني ضد التشريع.
وتؤكد الحكومة الأسترالية أن 86% من الأطفال (8-15 عاماً) كانوا يستخدمون مواقع التواصل قبل القانون، ويشير الخبراء إلى أن عصر التعبير غير المقيد عبر المنصات يقترب من نهايته.
