بقلم : أحمد رشدي
اختتمت وزارة الثقافة فعاليات الموسم الثامن من مسابقة «المواهب الذهبية» لذوي الهمم،
في احتفالية جسّدت المعنى الحقيقي للفن بوصفه فعلًا إنسانيًا جامعًا، ومساحة مفتوحة للقدرة والاختلاف والإبداع. وجاء تنظيم الفعالية من خلال قطاع صندوق التنمية الثقافية، في إطار رؤية تستهدف تمكين ذوي الهمم ودمجهم ثقافيًا ومجتمعيًا، وإتاحة منصة حقيقية تبرز مواهبهم وتمنحهم حق الحضور والتعبير دون قيود أو تصنيفات مسبقة.
وشهد حفل الختام حضور المعماري حمدي السطوحي رئيس صندوق التنمية الثقافية، والدكتورة هادية صابر رئيس مجلس إدارة جمعية البلد اليوم، إلى جانب أعضاء لجان التحكيم ونخبة من المهتمين بالشأن الثقافي والفني، في مشهد عكس حجم الاهتمام الرسمي والمجتمعي بالمبادرة وما تحمله من رسالة إنسانية عميقة.
وأكد المعماري حمدي السطوحي أن «المواهب الذهبية» لا يمكن النظر إليها بوصفها مسابقة تقليدية، بل هي مساحة للتكامل والتلاقي الإنساني، تتيح للمشاركين التعبير عن أنفسهم بحرية والاستمتاع بالفعل الإبداعي ذاته، مع تعزيز ثقتهم بقدراتهم وإبراز طاقتهم الكامنة. وأوضح أن نجاح مثل هذه الفعاليات لا يتحقق إلا من خلال شراكة واعية بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والجهات الثقافية والتعليمية، مشيرًا إلى أن اسم المسابقة يحمل دلالات تتجاوز اللفظ إلى المعنى، فهو يعكس قيمة الموهبة والرؤية والمسؤولية معًا.
وأضاف السطوحي أن ما قدمه المشاركون تجاوز الصور النمطية المرتبطة بالإعاقة، وقدم نماذج فنية راقية تعبر عن وعي عميق وقدرة صادقة على الإبداع، مؤكدًا أن «المواهب الذهبية» أصبحت نموذجًا ملهمًا للتكامل الثقافي والمجتمعي يستحق الاستمرار والتطوير في الدورات المقبلة.
ومن جانبها، شددت الدكتورة هادية صابر على أن المسابقة تحمل رسالة واضحة لذوي الهمم، مفادها أن وجودهم في المجتمع فاعل وحقيقي، وأن صعودهم على خشبة المسرح هو انتصار على كل الصور النمطية والقيود الذهنية، ودعوة مفتوحة نحو مجتمع أكثر عدالة وشمولًا، يرى في الاختلاف مصدر قوة لا موضع تهميش.
وشهد الموسم الثامن مشاركة أكثر من ستمائة متسابق من مختلف محافظات الجمهورية، بما في ذلك المحافظات الحدودية، في مجالات فنية متعددة شملت الاستعراض، والعزف، والإنشاد الديني، والغناء الفردي والجماعي،
قبل أن يُختتم الحفل بتكريم الفائزين وأعضاء لجان التحكيم تقديرًا لجهودهم ودورهم في إنجاح هذه التجربة الثقافية المميزة.
وجاء ختام «المواهب الذهبية» ليؤكد الدور المحوري الذي يضطلع به صندوق التنمية الثقافية في فتح المساحات الإبداعية أمام ذوي الهمم، وترسيخ الفن كأداة للتمكين وبناء الوعي، في إطار رؤية ثقافية تؤمن بأن الإبداع لا يعرف حدودًا، وأن الإنسان يظل قادرًا على العطاء متى أُتيحت له الفرصة الحقيقية.
