د.ياسمين عبدالله.
التصالح مع النفس لا يحتاج تاريخاً مميزاً، لكنه يصبح أكثر أهمية مع نهاية عام وبداية آخر.
كثيرون يدخلون العام الجديد محملين باللوم والندم، فيعيدون نفس الدائرة النفسية من الإرهاق والفشل. بينما التصالح الحقيقي هو نقطة البداية لأي تغيير صحي.
1. اعترف بما كان دون جلد للذات:
توقف لحظة وانظر إلى العام الماضي كما هو، لا كما كنت تتمنى أن يكون. ما مررت به كان نتيجة ظروفك النفسية والعملية والإنسانية في ذلك الوقت. الاعتراف لا يعني الرضا، بل الفهم، الفهم يخفف القسوة، والقسوة لا تصنع نموًا.
2. فرّق بين التقصير والإرهاق:
ليس كل ما لم يتحقق فشلًا، أحياناً يكون تعبا مزمنا، أو ضغطا نفسيا، أو مسؤوليات أكبر من الطاقة المتاحة، حين تسمي الإرهاق باسمه، تتوقف عن معاقبة نفسك على أشياء لم تكن تملك السيطرة الكاملة عليها.
3. سامح نفسك على اختيارات الأمس:
اخترت في الماضي بما كنت تعرفه وقتها، لا بما تعرفه الآن. النضج لا يُقاس بعدم الخطأ، بل بالقدرة على التعلم دون احتقار الذات،المسامحة هنا فعل شجاعة، لا ضعف.
4. أعد تعريف النجاح:
النجاح ليس سلسلة إنجازات مرئية فقط. أحيانًا يكون النجاح أنك صمدت، أو أنك طلبت مساعدة، أو أنك لم تنهَر رغم الضغط، حين
توسع مفهوم النجاح، تتوقف عن الشعور بأنك متأخر عن الحياة.
5. ضع نوايا لا أوامر:
بدل أن تدخل العام الجديد بقائمة طويلة من “لازم أعمل”، جرب أن تضع نوايا نفسية:
أن أكون أرحم بنفسي،
أن أستمع لاحتياجاتي،
أن أبطئ حين أحتاج.
النوايا تفتح مساحة للنمو، بينما الأوامر تخلق مقاومة داخلية.
6. اسمح لنفسك بالبداية من حيث أنت:
لا تنتظر أن تصبح أفضل لتبدأ، ابدأ وأنت متعب، خائف، غير مكتمل. الحياة لا تُكافئ الجاهزين فقط، بل الصادقين مع أنفسهم.
وأخيراً..
التصالح مع النفس ليس قرار لحظة واحدة، بل ممارسة يومية بسيطة: كلمة أهدأ، توقع أقل قسوة، وحدود أوضح. وحين تبدأ عامًا جديدًا وأنت في سلام مع نفسك، تكون قد حققت أهم إنجاز قبل أن تبدأ أي هدف.
