قصيدتي: نابل الحبّ

شعر /الحبيب المبروك الزيطاري من نابل
متابعة عبدالله القطاري من تونس
يا نابُل الحُبِّ و التَّاريخُ دَوَّنَهَا
شاخَ الزَّمانُ و ما شاخَتْ لَيَالِيهَا
أيَّامُها السِّحرُ كالأَحلامِ أعْذَبَهَا
مِثلَ الرُّؤى في سُباتِ اللَّيلِ نَقْضِيهَا
مِنْ عِبقِها الزَّهرُ بالأسحارِ عَطَّرَهَا
و الياسَمينُ الَّذِي قد فاحَ يُزْكِيهَا
و الفُلُّ قَد مالَ بالأغصانِ جَمَّلَهَا
شُطآنُها تُبْهِرُ السُّياحَ تأتِيها
مِن كُلِّ قُطرٍ أَتَوْْا و الحُلمُ راوَدَهُم
و البدرُ باللَّيلِ فوقَ الماءِ راعيها
قدْ شَكَّلَ الرَّملُ وَ الفيروزُ صُورَتَها
و اللَّحن مِن همْسِ موْجِ البحر يُشْجِيها
يا جنَّةَ الأرضِ كم بالحسنِ تَسحَرُنِي
كم مِن نعيمٍ بحمدِ اللهِ حابيها
كم بُرتُقالًا و ليْمونًا بِضَيْعَتِهَا
ألوانُه الشَّفَقُ الخَلَّابُ راويها
حَصيرُها مِن سمار الغاب تنْسُجُهُ
كمْ صَنْعَةً أَتقَنَتْ أيْدي أَهاليها
فخَّارُها تَرتَقي للفنِّ صَنْعَتُهُ
مِن أجْملِ الرَّسْمِ قدْ زَانَتْ خَوَابِيها
تَطْريزُها لوْحةٌ بالخيْطِ تُتْقِنُها
في حَضْرَةِ الحُسْنِ بالألوانِ تَحْكِيها
و الخيْرُ مِن أرْضِها جَادَتْهُ تُرْبَتُها
بالجُهْدِ و الصَّبْر ما كَلَّتْ أيادِيها
أُكْلاتُهَا مِن لذيذِ الطبخِ تُحْضِرُها
تحْكي بهارَاتُها السِّرُّ الذي فيها
بُنيانُها تَخطِفُ الأَنظارَ روعتُهُ
اذ تَحْسَبُ الجِنَّ أَوْ هامَان بانِيها
بالأَهلِ والجودِ ربُّ الكونِ أكرَمَها
يا صاحِبَ الفضْلِ فلْتَحْفظْ أَهَاليهَا
يا موطِنًا لستُ أَرضَى غيرَهُ بدَلا
ما طال عيشِي حياتي فيهِ أَقْضِيها
أَهدَيْتُها بعْضَ أَشْعَارِي لأَمْدَحَهَا
بالشِّعِّرِ و اللَّحْنِ أَحْيَيْنَا لَيَالِيهَا
بقلمي
الشاعِرُ التُّونِسِي
الحَبيبِ المَبرُوك الزِّيطاري
قصيدة موثّقة