سلسلة مفاهيم خاطئه ينبغي أن تصحح من الأقوال الخاطئة*كثر السلام يقل المعرفة*

كتبه د.ابراهيم عوض
وهذا القول يصطدم بنصوص عديدة في السنة المطهرة، تفيد كلها ضرورة العمل على إفشاء السلام بين الناس. ومنها ما رواه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف [ متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان: 24 ]. أي تسلم على كل من لقيته, عرفته أم لم تعرفه. ولا تخص به من تعرفه كما يفعله كثيرون من الناس. ففي هذا الحديث الحث على إفشاء السلام ونشره بين الناس، لما فيه من المصالح العظيمة، ولعل من أعظمها: التأليف بين المسلمين، وسلامة قلوبهم لبعض، واجتماع كلمتهم، وتوادهم. وفيه بذل السلام لمن عرفت ولمن لم تعرف، وإخلاص العمل فيه لله تعالى لا مصانعة ولا ملقا. وفيه مع ذلك استعمال خلق التواضع، وإفشاء شعار هذه الأمة.
بل كان السلف حين يمشون، إذا فرّق بينهم في الطريق عائق، كشجرة أو جدار أو حجر وخلافه، فأدت لسير كل فرد في طريق بمفرده عن الآخر، كانوا إذا تلاقوا يبادرون بإلقاء السلام ثانية. ولو تكرر ذلك مرات عديدة، وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر، ثم لقيه، فليسلم عليه أيضا. [ صحيح