“كهف الجارة”.. كنز جيولوجي وسياحي في قلب الصحراء الغربية

نجده محمد رضا
في أعماق صحراء الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، وعلى بُعد حوالي 170 كيلومترًا جنوب واحة الفرافرة، يقع واحد من أندر الكهوف في العالم: كهف الجارة، الذي يعد معجزة طبيعية ومتحفًا جيولوجيًا مفتوحًا، يكشف عن أسرار الأرض التي تعود إلى ملايين السنين.
تم اكتشاف الكهف في ثلاثينيات القرن الماضي على يد المستكشف الألماني “جيرهاود رولفز“، ويُعد اليوم من أهم المواقع الجيولوجية في شمال إفريقيا. يتميز الكهف بتكويناته الصخرية الخلابة من الصواعد والهوابط البلورية، التي تشكلت عبر آلاف السنين بفعل عوامل التعرية والتسربات المائية داخل الكهف.
يمتد الكهف بعشرات الأمتار تحت سطح الأرض، ويبلغ طوله حوالي 55 مترًا، وارتفاعه بين 8 إلى 15 مترًا، ويمتاز بجمال طبيعي يندر وجوده في أي مكان آخر في العالم. الكهف يتكون من غرفة رئيسية واحدة ذات سقف مرتفع، وتزينه تشكيلات طبيعية من الكريستالات اللامعة، تعكس الضوء بطريقة مدهشة.
كهف الجارة ليس فقط مقصدًا للجيولوجيين والعلماء، بل أصبح أيضًا محط اهتمام هواة المغامرات والسياحة البيئية، خاصة من محبي السفاري والتصوير. ويُعتبر من المواقع القليلة التي لم تمسها يد الإنسان، مما يجعل زيارته تجربة نادرة.
وعلى الرغم من أهميته العلمية والسياحية، لا يزال كهف الجارة بعيدًا عن خريطة السياحة الرسمية في مصر، ويطالب الخبراء بضرورة تطوير المنطقة وتوفير وسائل الحماية والتنظيم للرحلات إليه، دون الإضرار ببيئته الهشة.
ويأمل أهالي الفرافرة أن يتم إدراج الكهف ضمن برامج السياحة البيئية والجيولوجية، بما يساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل للشباب، خاصة في ظل ما تتمتع به المنطقة من مقومات طبيعية فريدة.
كهف الجارة.. شاهد صامت على عظمة الطبيعة، وكنز مخبوء في قلب الصحراء، يستحق أن يراه العالم.