حين غابت خشية الله حلت الفوضى
د/ حمدان محمد
نعيش اليوم في زمن كثرت فيه الفتن وتعاظمت فيه المصائب وارتفعت فيه رايات الشر على حساب القيم والمروءة والدين ما بين من يقتحمون المساجد لا ليصلوا بل ليعتدوا ويضربوا ومن يحرقون البيوت في لحظة جنون ومن يمدون أيديهم على النساء دون وازع من ضمير أو دين ومن لا يتورعون عن ارتكاب الفواحش والاغتصاب في مشاهد تهز القلوب وتدمع لها العيون ولكن !!!أين خشية الله ؟أين الحياء من الناس ؟أين الخوف من ساعة الوقوف بين يدي الله؟ لقد كثرت الجرائم وسادت القسوة وقل من يردعه وازع إيماني أو ضمير حي
قال تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )وهذا الضنك نعيشه اليوم في كل شارع وبيت ونفوس الناس لأنه حين ابتعدنا عن شرع الله ابتلينا بسوء الأحوال وضياع الأمن وانهيار العلاقات حين كانت القلوب عامرة بذكر الله كنا نرى الرحمة بين الناس والحياء في العيون والعفو عند المقدرة أما اليوم فقد غابت القدوة وقل التراحم وسادت الفوضى لأن الناس استبدلوا شرع الله بأهوائهم واستغنوا عن القرآن والتقوى بمواقع التواصل وأحاديث الفتن
والقلوب أصبحت غليظة لا يلينها بكاء طفل ولا دمعة امرأة ولا نداء شيخ مظلوم وهذا كله ثمرة البعد عن الله واتباع الشهوات وترك الصلاة والتهاون في الحرام والحرام إذا فشا دمر المجتمعات وأهلك الأمم واعلم أيها الإنسان أنك لن تفلت من الحساب وأنك ستقف بين يدي الله سبحانه وتعالى وقوف الذليل الخاضع وستُسأل عن كل صغيرة وكبيرة عن نظرة ولفظة ويد امتدت بظلم أو أذى وعن صمت سكت فيه الحق أو خطوة مشيت بها إلى منكر
قال تعالى( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون) وقال عز من قائل (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
فهل أعددنا لهذا اليوم جوابا وهل قدمنا لأنفسنا ما يرضي الله أم أغرقتنا الدنيا في ظلم الناس وأكل حقوقهم والتعدي على حدود الله
فالطريق واضح والشفاء معلوم إنه الرجوع إلى الله الرجوع إلى القرآن الرجوع إلى الصلاة الرجوع إلى الأخلاق والطهارة والتوبة والصدق
فعودوا إلى الله ففي القرب منه السكينة وفي طاعته النجاة وفي تطبيق شرعه صلاح الدنيا والآخرة