ديني

وفي الحج مقاصد واسرار 

 

كتبه د.ابراهيم عوض

تحنُّ القلوبُ وتهفو النفوسُ في كلّ عامٍ في مثل هذه الأوقات إلى حجّ بيت الله العتيق، ويتمنى كلُّ مسلم أن ينال شرف هذه الزيارة، طمعًا في المغفرة، وتلبيةً لنداء إبراهيم -عليه السلام- الذي أمره الله -سبحانه- بتبليغه للناس كافّة، فقال تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}[سورة الحج.

 

والمتدبّر لحديث القرآن عن الحج يلمس عددًا من المقاصد والأسرار التي ينبغي أن يتوقف معها المسلم -لا سيما الحاجّ- ويضعها في عين الاعتبار؛ لأن فهم مقاصد العبادة وأسرارها وحِكمها يساعد بشكلٍ كبيرٍ في تعظيمها وحضور القلب عند القيام بها، وممّا أضعف أثر الحج في نفوس بعض المسلمين هو الانشغال كثيرًا بالجانب الفقهي لأدائها، وعدم الانتباه والتدبر في الجانب المقاصدي لهذه الفريضة العظيمة. فهيا بنا أيها القارئ الكريم نتعرّف على بعض مقاصد الحج في ضوء حديث القرآن الكريم عنه[2].

 

المقصد الأول: تحقيق التوحيد والإخلاص لله عز وجل:

 

فالله -عز وجل- لم يأمر إبراهيم -عليه السلام- ببناء البيت إلّا لتحقيق توحيده سبحانه، وذلك يظهر جليًّا من اقتران الأمر ببناء البيت بالنهي عن الشرك والتخلّص من مظاهره، حيث قال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}[الحج: 26].

المقصد الثاني: تحقيق معنى العبودية والانقياد لله سبحانه:

 

وهذا يظهر بوضوح عند استجابة الحاج للقيام بهذه الفريضة وارتداء لباس الإحرام والطواف بالكعبة والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفة، فهو يقوم بهذا الأعمال منقادًا لأمر الله -عز وجل- ومتأسيًا برسول الله -صلى الله عليه وسلـم- وإن غابت عنه الحكم والمقاصد من القيام بهذا الأفعال إلّا أنه لم يغب عنه أنه عبد منقاد لأمر سيده صلي الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى