كتب / عادل النمر
في إطار الاستعدادات المكثفة لموسم الحج، وجه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، جميع خطباء الجوامع في مختلف مناطق المملكة بتخصيص خطبة يوم الجمعة للحديث عن خطورة الذهاب إلى الحج دون الحصول على تصريح رسمي، مؤكدًا أن هذا السلوك يعد مخالفة شرعية وتنظيمية تستوجب التنبيه والتحذير.
وأوضح الوزير أن خطبة الجمعة ينبغي أن تتضمن ثلاثة محاور رئيسية تهدف إلى التوعية والتأكيد على أهمية الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحج، والتي وضعت لحماية ضيوف الرحمن وتيسير أداء المناسك لهم.
أولًا، شددت الوزارة على ضرورة التأكيد في الخطب على وجوب الالتزام بالتعليمات الصادرة لتنظيم الحج، واعتبار ذلك من تعظيم شعائر الله، استنادًا إلى قوله تعالى:
“ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ”.
ثانيًا، بيّنت الوزارة أن الذهاب إلى الحج دون تصريح يُعد مخالفة لأمر ولي الأمر، وهو ما يتعارض مع النصوص الشرعية التي تأمر بطاعة الله ورسوله وأولي الأمر، لقوله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ”،
وكذلك ما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم:
“من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني”.
ثالثًا، تذكّر الخطبة بالمخاطر الكبيرة المترتبة على الحج دون تصريح، والتي لا تقتصر على المخالف وحده، بل تمتد لتؤذي غيره من الحجاج، من خلال التسبب في الازدحام، وتعطيل الخدمات، وإرباك جهود الأجهزة الأمنية والصحية، وهو ما يدخل تحت طائلة الضرر المتعدي المحرَّم شرعًا، استنادًا إلى الحديث الشريف:
“لا ضرر ولا ضرار”.
تأتي هذه التوجيهات ضمن جهود المملكة لضمان سلامة الحجاج وتنظيم موسم الحج بأعلى مستويات الكفاءة، في ظل التحديات الأمنية والصحية والتنظيمية التي تتطلب التزامًا دقيقًا من الجميع
