رسائل ألمانية حاسمة وزير الخارجية الألماني ينتقد العمليات العسكرية في غزة

د/ حمدان محمد
في موقف لافت يحمل دلالات سياسية واضحة أعرب وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول عن شكوك بلاده إزاء فاعلية العمل العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة مشددًا على أن الحلول العسكرية لن تقود إلى السلام المنشود في المنطقة تصريحات فاديبول التي جاءت خلال مؤتمر صحفي تعكس تحولًا نسبيًا في لهجة برلين تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا سيما في ظل تصاعد الغضب الدولي إزاء الوضع الإنساني المتدهور في القطاع المحاصر
وأكد الوزير الألماني أن بلاده ليست متأكدة من أن العمليات العسكرية تخدم أمن إسرائيل على المدى الطويل في إشارة إلى أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى نتائج عكسية تزيد من حدة التوتر وتوسع دائرة العنف وأضاف فاديبول بأن قطاع غزة هو جزء من الأراضي الفلسطينية وهو تصريح يعيد التأكيد على الموقف الأوروبي الثابت بشأن حل الدولتين وضرورة الاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة وفي ما يبدو دعمًا للمبادرة الأميركية أشار وزير الخارجية الألماني إلى تأييد بلاده للخطة التي طرحتها واشنطن بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة مؤكدًا أن الأولوية الآن يجب أن تكون لحماية المدنيين وتوفير الغذاء والدواء والمياه للمحتاجين
وإن الرسالة الأبرز في حديث الوزير الألماني كانت دعوته الصريحة إلى ضرورة تبني الحلول السياسية بدلًا من الاستمرار في الخيار العسكري حيث قال الصراع لا يمكن حله بالوسائل العسكرية والحل السياسي يجب أن يكون هو الأساس هذه العبارات وإن بدت مكررة على الساحة الدبلوماسية إلا أنها تأخذ بعدًا خاصًا في ظل تصاعد الأصوات المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات حيث كانت تصريحات فاديبول قد تمثل ضغطًا إضافيًا على حكومة الاحتلال وتفتح الباب أمام دور أوروبي أكثر فاعلية في دفع جهود السلام بعد سنوات من الجمود السياسي كما تعكس إدراكًا متزايدًا لدى العواصم الغربية بأن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا عبر معالجة جذور الصراع وليس من خلال محاولات قمعها بالقوة ولكن !!!
هل ستكون برلين جزءًا من حراك دولي حقيقي يضع حدًا لمعاناة غزة أم ستبقى التصريحات في إطار المواقف الدبلوماسية دون أثر فعلي على الأرض؟