الأدب

أرواح معذبة

بقلم : عادل النمر 

 

عاشقو الروح هم ملائكة الله على الأرض، تتعانق أرواحهم دون لقاء يجمع بينهم الحب ، ولا ينتهي، إلا إذا انتهى الحب من الوجود. لا وجود للمسافات بينهم، لذلك فحب الروح أقوى أنواع العشق.

هكذا كان حبي لها عنيفا لا يعترف بالقوانين، وكنت أجد نفسي دائما معها. كانت صورتها تطاردني في صحوي ومنامي. اخترت عينيكِ سكني وراحتي. أحبكِ نبضا يسكنني، كيف أنام وأنتِ الأرق الذي يملأ ليلي؟ يا حبيبة القلب، يا توأم الروح، سأظل أبحث عنكِ بين ظلمة الحنين وبحر الأشواق.

كم تمنيت وجودكِ بجانبي ، ولكن لا سلطة لي على القدر ، فقد حرمني منك ، ولا أملك سوى أن اشتاق لك بصمت ، ويبقى اشتياقي أليكِ لا ينتهي .

فهل يصلكِ ضجيج حنيني إليكِ؟ هل أخبرتك يوما أن حياتي من دونكِ تنقصها حياة؟ يا نبض القلب، يا توأم الروح، ما عدت أتحمل، فقد جفت الدموع، وتحطم القلب، ونفد الصبر. ولم تعد لدي القدرة على التظاهر بأني بخير.

أيامنا لم تشرق فيها الشمس، وغاب عنها القمر. ما أصعب أن تعيش وفي داخلك قلب يصرخ ألما، وروح لا تهدأ من كثرة الوجع. نصرخ بصمت ولا نستطيع البوح. فكيف نبوح بعذاب قلوبنا ونحن نعشق الكبرياء؟ وماذا نفعل في النار التي لا تنطفئ، تلك التي يشعلها الحنين والاشتياق؟

لا شيء يؤذي الروح أكثر من بقائها معذبة تصرخ في صمت. كيف لي أن أعتاد غيابكِ؟ وأنتِ التي كنت معي في كل تفاصيل حياتي؟ ليت الحنين يتوقف قليلاً لألتقط أنفاسي. أصرخ يا قلبي، لعلّ غائبتي تسمع صوت أشجاني. فصبرا أيها القلب، ربما ألقاها يوما في أحلامي.

حزني عليكِ صامت، يقيم بداخلي، غير قابل للبوح، يستوطن القلب، وترفض الدموع أن تستجيب له.

نضحك والقلب ينزف دما، ونحتفظ بالصمت في لحظات الألم. أعترف: قد أخذت نصيبي من الألم والجراح. لقد جمعنا الحب، وفرقتنا الظروف التي كانت أقوى منكِ ومني. إن عذابي أضعاف عذابكِ، وحزني أكبر من كل أحزانكِ.

سيأتي الموت، ولكن أبدًا لن يأتي نسيانكِ. بيني وبينكِ مسافات، ولكن ما بين روحي وروحكِ عناق دائم. فلا يعود الموت عائقا، ولا الغياب مؤلما، لأن أرواحنا ستبقى في حالة عناق. قد لا يكتب لنا القدر اللقاء أبدا، حتى الموت، فلا تنسيْ أن تذكريني… (اذكريني).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى