ديني

احذر أن توكل أمرك للمخلوق وتغفل عن الخالق

أحمد القاضي

في هذا الزمن الذي تزداد فيه الطموحات وتتسارع الأحلام، نسمع كثيرًا من الشباب يتحدثون بثقة عن أشياء لم تحدث بعد. يقول أحدهم: سأنجح، سأصبح، فعلت، بينما هو ما زال في بداية الطريق، ولم يمتلك بعد أسباب ما يتحدث عنه.

هذه الطريقة في الكلام تحمل في داخلها غفلة، وهي الركون إلى النفس أو إلى الناس، ونسيان أن التوفيق بيد الله وحده. التعلق بالمخلوق، والاعتماد عليه، يجعل القلب مضطربًا، ويجعل صاحبه بعيدًا عن التوكل الحقيقي.

من يسأل كثيرًا عن أمر يعرفه، ويتردد فيه رغم وضوحه، يعاني من وسواس نفسي يحتاج إلى تهذيب إيماني، لا إلى كثرة الأسئلة.

التوكل على الله لا يعني ترك السعي، بل يعني أن نسعى ونحن واثقون أن النتائج بيد الله، لا بيد أحد من الناس. المخلوق مهما بدا قويًا قد يكون في داخله ضعف لا يُرى، أما الخالق سبحانه فلا يخذل من توكل عليه بصدق.

لهذا، لا تُلقِ بحملك على الناس، بل سلّم أمرك لله، فهو الذي لا يموت، ولا يغيب، ولا ينسى، وهو أرحم بك من نفسك ومن أقرب الناس إليك.

ادع الله من قلبك، وقل: اللهم يسّر لي أمري، وحقق لي ما أتمنى إذا كان فيه الخير لي، فأنت وحدك تعلم وأنا لا أعلم.

نسأل الله أن يحسن لنا الختام، ويرزقنا الصدق في التوكل عليه في كل أمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى