معجزات وأسرار مــاء زمــزم

كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
عن ابن عباس رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم”، وطعام الطُعم، أي يشبع الإنسان من مائها إذا شربه، كما يشبع من الطعام إذا أكله. وشفاء السقم: أي يزيل المرض، ويبرئ العلة.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل ماء زمزم في الأداوي والقرب، وكان يصب على المرضى ويسقيهم” رواه الترمذي والبخاري.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: إن آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم”، (أي الشرب حتى تمتلئ الأضلاع).
يقول الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري (رضي الله عنه): لقد لبثت ثلاثين بين ليلة ويوم، ما كان لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عُكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع (صحيح مسلم).
عن مجاهد أن ابن عباس رضي الله عنهما، كان إذا نزل به ضيف أتحفه من ماء زمزم، ولا أطعم قوما طعاما إلا سقاهم من ماء زمزم.
و يقول الإمام بن القيم رحمه الله:
سيد المياه وأشرفها، وأجلها قدرا، وأحبها إلى النفوس، وأغلاها ثمنا، وأنفسها عند الناس. وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم واستشفيت به من عدة أمراض، ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه، وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بالفاتحة آخذ شربة من ماء زمزم، فأقرأ عليها مرارا ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع بها غاية الانتفاع، لذا فإن ماء زمزم يستخدم للاستشفاء بشرط: سلامة القلب، والتوكل على الله، والثقة به سبحانه وتعالى.
فقد أثبت العلم الحديث أن ماء زمزم يختلف عن جميع أنواع المياه في العالم، وأن فيه تركيبات ربانية خصه الله بها ولم يتوصل أحد إلى سرها رغم معرفة مكوناتها. وأجريت العديد من التحاليل الكيميائية لمعرفة تركيب ماء زمزم فتبين أن مياه زمزم بصفة عامة تحتوي على تركيزات عالية من الكالسيوم والماغنسيوم والمعادن الأخرى أي أنها مياه غنية بالأملاح المعدنية، حيث إن المياه الأخرى تحتوى ما بين 130 -160ملغ – لتر من الأملاح المعدنية أما مجموع الأملاح المعدنية في ماء زمزم فيبلغ 2000 ملغ لتر.
الأهم من ذلك أن مياه زمزم تحتوى على مركبات الفلور التي تعمل على إبادة الجراثيم أي لا تحتاج إلى إضافة مادة الكلور لتعقيم فهي معقمة .ومن خصائص ماء زمزم أنه لا يتعفن، ولا يتغير طعمه أو لونه أو رائحته وأنه مثل عسل النحل، الذي لا يتأثر بتعرضه للجو مختلفاً في ذلك عما يحدث لجميع أنواع المياه الأخرى ويرجع ذلك إلى مكوناته الكيميائية، التي تمنع نشاط الجراثيم والبكتيريا والفطريات.
و ماء زمزم، أنه حلو الطعم، رغم زيادة أملاحه الكلية، فلا يشعر من يشربه بملوحته العالية، ولو أن نسبة الأملاح الموجودة في ماء زمزم كانت في أي ماء آخر لما استطاع أحد أن يشربه،! وهذا سر من أسرار هذا الماء. و لقد اعترف العلم بنتائج تحليل عينات مختلفة من المياه بما فيها ماء زمزم و مياه بيريه الفرنسية (التي تعد من أنقى مياه في العالم)، فكانت النتائج مصداقا لقول الصادق المصدوق وهو صلى الله عليه وسلم ليس بحاجة لمثل هذه النتائج لدعم أقواله فهو لا ينطق عن الهوى، إذ ثبت أن مياه زمزم الوحيدة التي تتفوق على مياه بيريه من ناحية النقاوة، وأفضلية في نسب المكونات.
ولماء زمزم فوائد كثيرة في علاج كثير من الأمراض منها: السرطان، قرحة العين، قصور نمو الأجنة وعلاج للحمى.
يستحب لمن أراد شرب ماء زمزم أن:
يسمي بسم الله.
يحمد الله عز وجل.
وأن يشربه على ثلاث دفعات.